بقلم - جلال عارف
تأخرنا كثيرا حتي وصلنا إلي »العلمين»!! لسنوات طويلة أهدرنا ثروات طائلة، وأضعنا مساحات كبيرة من أبدع الشواطئ في العالم دون استفادة حقيقية .
كان »الساحل الشمالي» طوال سنوات تربو علي الثلاثين يجسدسوء التخطيط الذي أضاع مئات المليارات من الجنيهات لانشاء القري »غير السياحية» التي لم تضف شيئا إلي الاقتصاد الوطني، بل أضاعت فرصا ذهبية لتحويل الشاطئ الممتد من الإسكندرية حتي السلوم الي أكبر منتجع سياحي في العالم كله يعمل طول العام، بدلا من أن يبقي أطلالا مهجورة لعشرة شهور في السنة كما يحدث الآن !!
وطوال تلك السنوات، وكل الخبراء يطالبون بوقف مأساة الساحل الشمالي دون جدوي.. فالمصالح أقوي، والمكاسب هائلة، وموارد الدولة من مواد البناء تذهب بلا عائد حقيقي في شاليهات لا تستخدم الا لاسابيع، بينما باقي الطبقات تبحث عن مساكن لائقة لا تهتم شركات العقارات الكبري ببنائها !!
بددنا الكثير من ثروتنا في الساحل الشمالي، ولكن بقي الكثير الذي يكفي إذا أحسنا استثماره ـ لكي يحول المنطقة الي جوهرة سياحية حقيقية، ومن هنا أرحب مجددا بالانجازالكبير في مدينة »العلمين الجديدة» التي نريدها عاصمة للمنطقة، ونقطة انطلاق لتصحيح المسار علي أساس تخطيط علمي لجذب ملايين السياح علي مدي العام بأكمله .
سنحتاج بعد ذلك الي مدن أخري بنفس الاسلوب علي الطريق حتي السلوم. وسنحتاج لنماذج تشبه »منطقة الجونة» بالغردقة تنتشر في المنطقة وتبعث الحياة فيها. وسنحتاج لوسائل ترفيه علي أحدث مستوي .
وسنحتاج لاستغلال طاقات الإبداع عندنا لتعوضنا عن »إسكندرية» التي كانت زمان بما هو أفضل وأحدث. وسنحتاج لجهد الجميع ليتكامل مع انطلاقة البداية التي تمت علي أيد الهيئة الهندسية ووزارة الإسكان التي يقودها المهندس مصطفي مدبولي باقتدار.
بددنا الكثير في القري »غير السياحية» وأمامنا الفرصة لبداية جديدة تنطلق من »العلمين» لتجعل الساحل الشمالي جنة سياحية ودعامة رئيسية لاقتصاد مصر بعد ان وضعنا أقدامنا علي الطريق الصحيح
نقلا عن الاخبار القاهرية