توقيت القاهرة المحلي 09:55:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رمضان كريم وجميل »١٨« مصر التي في خاطرنا..

  مصر اليوم -

رمضان كريم وجميل »١٨« مصر التي في خاطرنا

بقلم : جلال عارف

أنا من جيل تربي علي أن الإسلام هو دين العقل والفطرة السليمة. دين الحرية والعدل. دين احترام العلم والعمل. دين كرامة الإنسان في أعظم صورها وهو يعرف أن رسالته في الدنيا هي نشر العمران وبناء كل ما يرضي الله وما يسعد البشر.

لم نكن ننتظر فتوي لكي تدخل الحمام بالرجل اليمين أو الشمال. ولم نكن نتناقش حول التداوي ببول الإبل. كنا نستمع للشيخ شلتوت رحمه الله وهو يفتح أبواب الاعتدال وإعمال العقل. وكنا نقرأ لخالد محمد خالد »من هنا نبدأ»‬ و»‬هذا أو الطوفان». كنا نعيش مع طه حسين في »‬علي هامش السيرة» والعقاد في »‬العبقريات» ومحمد حسين هيكل في »‬حياة محمد» وعبدالرحمن الشرقاوي في »‬محمد رسول الحرية».

كانت نوافذنا تأتي بعطر المحبة وبيقين الإيمان. كانت معركة ثورة يوليو مع »‬الإخوان» قد حسمت. حسمتها الثورة بالسير في طريق العدل والحرية، وباتاحة التعليم ونشر الثقافة، والسير في طريق بناء الدولة المدنية الحديثة وتحقيق أعلي معدلات التنمية.

كان لدينا في هذا الوقت أعظم مسرح في تاريخنا، وأجمل سينما. وكان لدينا حركة ابداع غير مسبوقة، ونهضة علمية تعيد بهاء العقل. لكن الأهم أن كل ذلك أصبح في متناول الجميع ومن حقهم. حين وصل المعلم والطبيب إلي القرية لم يعد هناك مكان للخفافيش. وحين وصل الكتاب وقصر الثقافة كان علي أفكار التخلف أن تختفي ومعها تجار الدين وصانعو الإرهاب.
تغير ذلك كله في السبعينيات. ارتكب السادات خطأ العمر بالتصالح مع »‬الإخوان». لم يكن الأخطر أن يتسلح طلاب »‬الإخوان» بالخناجر لمهاجمة الخصوم في الجامعات.. لكن الأخطر كان أن نفتح الأبواب علي مصراعيها لثقافة التخلف وفكر الخوارج علي الدين والوطن. أن تصبح كتب »‬العذاب في القبر» بديلا لكتب طه حسين والعقاد. وأن تصبح فتاوي القرون الوسطي هي الأساس وأن تتواري أفكار الوسطية الاسلامية أمام هجمة تحالف الإخوان مع الوهابية المسلحة بأموال البترول.
لم يكن اغتيال السادات علي أيديهم إلا بداية. كانوا -ومازالوا- يريدون القضاء علي مصر التي في خاطرنا وقلوبنا وعقولنا. خاب مسعاهم وسيخيب علي الدوام. مصر محروسة برعاية الله وتضحيات شعبها.
و.. رمضان كريم

نقلا عن الاخبارالقاهرية 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رمضان كريم وجميل »١٨« مصر التي في خاطرنا رمضان كريم وجميل »١٨« مصر التي في خاطرنا



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 15:30 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025
  مصر اليوم - ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 09:44 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جورج وأمل كلوني يحتفلان بذكرى زواجهما في أجواء رومانسية

GMT 12:02 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

نصائح وأفكار لإطلالات أنيقة ومتناسقة

GMT 20:58 2016 الجمعة ,28 تشرين الأول / أكتوبر

لجان البرلمان المصري تستعد لمناقشة أزمة سورية

GMT 23:21 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

تعرفي على خطوات للحفاظ على "لون الصبغة"

GMT 23:40 2018 الأحد ,04 آذار/ مارس

تعرف على سعر ومواصفات سكودا كودياك 2018

GMT 19:31 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الشرطة تكشف تفاصيل تجريد أستاذ جامعي من ملابسه

GMT 18:47 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

شركة فيات كرايسلر تكشف عن تراجع ديونها بمقدار النصف

GMT 04:47 2018 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

تعرف على أسعار السمك في الأسواق المصرية السبت

GMT 14:38 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

جاكيتات "جلد النمر" الرائعة موضة العام المقبل

GMT 10:24 2015 الإثنين ,16 آذار/ مارس

"كلام من القلب" يقدم طرق علاج كسور الفخذ

GMT 04:18 2017 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

منال جعفر بإطلالة "رجالي" في آخر ظهور لها
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon