توقيت القاهرة المحلي 01:32:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رمضان كريم وجميل »١٨« مصر التي في خاطرنا..

  مصر اليوم -

رمضان كريم وجميل »١٨« مصر التي في خاطرنا

بقلم : جلال عارف

أنا من جيل تربي علي أن الإسلام هو دين العقل والفطرة السليمة. دين الحرية والعدل. دين احترام العلم والعمل. دين كرامة الإنسان في أعظم صورها وهو يعرف أن رسالته في الدنيا هي نشر العمران وبناء كل ما يرضي الله وما يسعد البشر.

لم نكن ننتظر فتوي لكي تدخل الحمام بالرجل اليمين أو الشمال. ولم نكن نتناقش حول التداوي ببول الإبل. كنا نستمع للشيخ شلتوت رحمه الله وهو يفتح أبواب الاعتدال وإعمال العقل. وكنا نقرأ لخالد محمد خالد »من هنا نبدأ»‬ و»‬هذا أو الطوفان». كنا نعيش مع طه حسين في »‬علي هامش السيرة» والعقاد في »‬العبقريات» ومحمد حسين هيكل في »‬حياة محمد» وعبدالرحمن الشرقاوي في »‬محمد رسول الحرية».

كانت نوافذنا تأتي بعطر المحبة وبيقين الإيمان. كانت معركة ثورة يوليو مع »‬الإخوان» قد حسمت. حسمتها الثورة بالسير في طريق العدل والحرية، وباتاحة التعليم ونشر الثقافة، والسير في طريق بناء الدولة المدنية الحديثة وتحقيق أعلي معدلات التنمية.

كان لدينا في هذا الوقت أعظم مسرح في تاريخنا، وأجمل سينما. وكان لدينا حركة ابداع غير مسبوقة، ونهضة علمية تعيد بهاء العقل. لكن الأهم أن كل ذلك أصبح في متناول الجميع ومن حقهم. حين وصل المعلم والطبيب إلي القرية لم يعد هناك مكان للخفافيش. وحين وصل الكتاب وقصر الثقافة كان علي أفكار التخلف أن تختفي ومعها تجار الدين وصانعو الإرهاب.
تغير ذلك كله في السبعينيات. ارتكب السادات خطأ العمر بالتصالح مع »‬الإخوان». لم يكن الأخطر أن يتسلح طلاب »‬الإخوان» بالخناجر لمهاجمة الخصوم في الجامعات.. لكن الأخطر كان أن نفتح الأبواب علي مصراعيها لثقافة التخلف وفكر الخوارج علي الدين والوطن. أن تصبح كتب »‬العذاب في القبر» بديلا لكتب طه حسين والعقاد. وأن تصبح فتاوي القرون الوسطي هي الأساس وأن تتواري أفكار الوسطية الاسلامية أمام هجمة تحالف الإخوان مع الوهابية المسلحة بأموال البترول.
لم يكن اغتيال السادات علي أيديهم إلا بداية. كانوا -ومازالوا- يريدون القضاء علي مصر التي في خاطرنا وقلوبنا وعقولنا. خاب مسعاهم وسيخيب علي الدوام. مصر محروسة برعاية الله وتضحيات شعبها.
و.. رمضان كريم

نقلا عن الاخبارالقاهرية 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رمضان كريم وجميل »١٨« مصر التي في خاطرنا رمضان كريم وجميل »١٨« مصر التي في خاطرنا



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon