بقلم : جلال عارف
كان إيجابيا للغاية أن تتحرك الدولة بسرعة للتحقيق في أسباب أزمة الامطار التي اجتاحت القاهرة الكبري، والتي تجلت آثارها المأساوية في حي »التجمع الخامس». نزل رئيس الرقابة الإدارية اللواء عرفان إلي هناك في عز الأزمة، وعاين علي الطبيعة ما حدث. وخلال ٤٨ ساعة كانت الصورة كاملة أمام مسئولي الهيئة، وكان البيان الذي صدر ليضع الحقائق أمام الرأي العام، وكان القرار بإحالة كبار المسئولين إلي النيابة، وليس عم عبده الغلبان عامل النظافة أو سائق عربة شفط المياه.. كما تعودنا من قبل !!
الوقائع التي كشف عنها البيان تؤكد ما أشرنا إليه مرارا، وهو أن ميراث سنوات الفساد ثقيل، وأن التقصير والاهمال في أداء العمل باعتباره واجبا قد تحول إلي آفة تتعدي آثارها المحليات (كما هو شائع) إلي باقي المؤسسات، وهو ما يستلزم حربا حقيقية، ومواجهة لا ترحم ولا تسامح في حق الشعب.
يتحدث البيان عن أعطال جسيمة وجوهرية بالعديد من الطلمبات ومولدات الكهرباء وشبكات الحريق وبعض لوحات التحكم الرئيسية لتشغيل الطلبات الخاصة بنظام الصرف الصحي. ويتحدث البيان عن مخالفات جسيمة في إجراءات تسليم وتسلم محطات الصرف بين جهاز مدينة القاهرة الجديدة وشركة الصرف الصحي بالقاهرة بما يمثل جريمة الاضرار بالمال العام. ويتحدث البيان عن انعدام الكفاءة والمهنية في إدارة الأزمة بعد حدوثها وغياب التنسيق بين وزارات الإسكان والكهرباء والنقل ومحافظة القاهرة .
أحيل المسئولون الكبار عما حدث الي النيابة العامة، ونبهت الرقابة الادارية الي اتخاذ الإجراءات الضرورية لعدم تكرار ماحدث، ومراجعة تشكيل مركز إدارة الأزمات بمجلس الوزراء ومنحه الصلاحيات لمواجهة الأزمات بكفاءة .
ولعل المهم الآن إلي جانب إصلاح ما ثبت فساده في التجمع، هو أن نراجع مخططات كل المدن الجديدة لتلافي أوجه القصور مقدما. وأن تنتهي إلي الابد حكاية انتظار الكارثة حتي تقع، ثم انشغال كل مسئول ـ بعدذلك ـ بمحاولة إبعاد المسئولين عن نفسه.. لا شيء غير ذلك .
كان التجمع الخامس يغرق، ووزارة الري تكتفي بإثبات انها أرسلت تسأل عن موقع المدن الجديدة من مخرات السيول (!!) وباقي الوزارات المسئولة كل منها في طريق.. والطريق ليس فيه بالوعات ولا كهرباء (!!).. هذا كله ينبغي أن ينتهي
نقلا عن الآخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع