بقلم - جلال عارف
كنيسة القيامة في القدس الأسيرة تم اغلاقها. القرار اتخذه بطريرك كنيسة الروم الارثوذكس ثيوفيلوس الثالث، بالمشاركة مع باقي رؤساء الكنائس المسيحية بفلسطين. القرار يجئ قبل أسابيع من الاحتفال بعيد القيامة المجيد، في خطوة غير مسبوقة احتجاجا علي قرارات سلطات الاحتلال الإسرائيلي التي تستهدف الوجود المسيحي في القدس، كما استهدفت من قبل الوجود الإسلامي.
التوحش الصهيوني لالتهام المدينة المقدسة يزداد ضراوة مع القرارات الأمريكية التي يتوهم فيها الرئيس ترامب أنه يملك سلطة إهداء القدس لسلطة الاحتلال الإسرائيلي. اتخذ الصهاينة قراراً بتجميد حسابات الكنيسة الارثوذكسية لاستيفاء ضرائب قررتها - لأول مرة - علي ممتلكات الكنيسة. وأعد البرلمان الإسرائيلي مشروع قانون يتيح لسلطات الاحتلال مصادرة أراضي الكنيسة .
الهدف ليس جباية الأموال وإنما الاستيلاء علي الأرض، وفرض هيمنة سلطات الاحتلال غير الشرعي علي القدس العربية وتغيير الطابع التاريخي والديني لزهرة المدائن التي كانت »عروبتها» هي الحامية لها، وهي الضامنة لطابعها كملتقي لكل الديانات السماوية، حتي تدنست المدينة بالاحتلال الصهيوني الذي يريد الرئيس الأمريكي »ترامب» الآن أن يضفي عليه الشرعية، فتكون النتيجة أن تتحول »مدينة الصلاة» إلي هدف لكل أعداء الدين والدنيا، تمارس فيه إسرائيل كل ما ارتكبه النازيون من جرائم بحقهم وبحق الإنسانية.. كما أشار بيان رؤساء الكنائس الفلسطينية حول إغلاق كنيسة القيامة .
تعرف إسرائيل أن القدس هي القدس العربية، وليست تلك الأحياء التي أقامتها الأموال اليهودية لتحاصر الأقصي وكنيسة القيامة. ولهذا يأتي التوحش في محاولة الهيمنة علي المدينة القديمة، واستغلال »الحماقة الأمريكية» الجديدة بنقل السفارة في ذكري النكبة لكي تؤكد وجودها الذي سيظل غير مشروع، ولكي تقول للمسيحيين والمسلمين في العالم كله إن القدس إسرائيلية !!
تلتقي حماقة السيد »ترامب» مع وقاحة الاحتلال الصهيوني ، لتصنع المشهد الصادم كنيسة القيامة مغلقة، ومدينة الصلاة لا تصلي. ليست مشكلة ضرائب بل مأساة احتلال نازي يقود المنطقة والعالم إلي صدام ديني لا تعرف الحماقة الترامبية عواقبه!!
مدينة الصلاة لا تصلي ، لكن العالم كله يصلي للقدس التي ستظل عربية .
وللقدس سلام آت
نقلا عن الاخبار القاهرية