بقلم - جلال عارف
لم يطلب أحد من مجلس الأمن.. المستحيل!!
كان الكل ـ وأولهم أعضاء المجلس ـ يدركون أن الحماية الأمريكية لإسرائيل كاملة، وإنها لن تمرر قرارا في غيرمصلحتها.
لكن العدوان كان سافرا، والجريمة كانت علي الملأ، والسكوت يعني المزيد من الجرائم الإسرائيلية، والمزيد من التهاب الموقف في منطقة يبدو أن عليها أن تنتظر الأسوأ دائما، وأن تدفع بلا توقف ثمن أخطاء العالم وجرائم النازيين في كل العصور!!
لهذا لم يكن مطلوبا من مجلس الأمن في مواجهة جريمة إسرائيل في »يوم الأرض» أن يصدر قرارا حاسما بوقف الصهاينة عند حدهم، ويفرض العقوبات المناسبة علي الجريمة البشعة بقتل المدنيين المسالمين، ولم يكن مطلوبا أن يصدر المجلس »توصية» تنذر اسرائيل وتمنعها من تكرار الجريمة. كان كل المطلوب من أعضاءالمجلس أن يصدر »بيان صحفي» يسجل رأي المجلس ويثبت حضوره.. لكن أمريكا اعترضت، وفرضت علي مجلس الأمن أن يصمت.. وقد كان!!
ولم يكن مطلوبا أن يكون »البيان الصحفي» المقترح إدانة واضحة للمذبحة الإسرائيلية، أو أن يشجب أو يدين!! كان الاعضاء يعرفون أن »الإجماع» مطلوب لكي يصدر البيان، وأن الولايات المتحدة لن تسمح بما يعكر »مزاج» الصهاينة علي الإطلاق.ولهذا كان البيان المقترح لا يحتوي إلا علي إبداء »القلق» بما جري، وطلب التحقيق المستقل فيه، ومع هذا كان القرار الأمريكي : إن القلق ممنوع، وإن التحقيق لا مكان له، وإنها لن تسمح علي الاطلاق بأي ظلم للكيان الوديع المسالم الذي يحتل فلسطين ويشرد أهلها أو يقتلهم، والذي منحته أمريكا أخيرا مدينة القدس كجائزة ترضية علي جهوده المتواصلة من أجل السلام!!
مرة أخري تؤكد إدارة ترامب أنها حولت أمريكا من وسيط في عملية السلام إلي شريك في جرائم إسرائيل، ومن ضامن لأمن إسرائيل »كما يقول!!» إلي راع لجرائمه في حق الشعب الفلسطيني والإنسانيةكلها!!
ومرة أخري تصر السياسة الامريكية علي الخطأ . تترك انحيازها لإسرائيل ليكون دافعا للمزيد من جرائمها. لا تفهم أن الحل العادل لقضية فلسطين هو الذي يقود للاستقرار في المنطقة. أما ما يحدث الآن فسوف تكون له أفدح العواقب.
قد تفلت إسرائيل اليوم بجرائمها في حماية أمريكا. وقد تتصور إدارة ترامب أن العالم العربي أضعف من أن يقاوم إرادتها.. هذه حسابات»المقاولين»، أما الشعوب فلها حساباتها التي تفرض نفسها في النهاية
نقلا عن الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع