بقلم - جلال عارف
حادث المنيا وكل حادث ارهابي منحط آخر هو - كما وصفه البابا تواضروس - يؤلمنا كثيرا.. لكنه يزيدنا صلابة.
نحن ابناء هذا الوطن العظيم.. سنظل معاً علي الدوام نحمي تراب مصر ونعشق هواءها وننشر العمران في ارجائها. نعرف للروح قدسيتها، وللوطن مكانته، نؤمن ان الله محبة، وأن الدين تسامح واخاء، وأن مصر لايمكن ان تكون يوماً مأوي لهذه الجماعات المنحطة التي اتخذت الارهاب طريقاً تسير فيه بلا دين ولا وطن نحو نهايتها المحتومة.
بقدر الضربات التي يتلقونها يزداد جنونهم، لن ينسوا أبداً ان بداية نهايتهم كانت علي يد هذا الشعب العظيم الذي خرج لمواجهتهم وحده. مسلحاً بإيمان لايتزعزع بالله وبصحيح الدين وبالوطن الذي اعطي للدنيا كل شيء جميل، وبالجيش الوطني الذي لايعرف ولاء الا لمصر وشعبها.
اليوم لايملك من هددونا يوماً بحرق مصر، الا مهاجمة مواطنين ابرياء يعبدون الله ويحبون الوطن. يعرفون ان استكمال تطهير سيناء يتم بجهد خارق يقتطع جذور الارهاب من ترابها الطاهر. يتلقون الضربات الموجعة علي كل الجبهات. يفقدون قيادتهم علي الجبهة الغربية بسقوط الارهابي هشام العشماوي وبضرب قواعدهم داخل حدود مصر وعلي ارض ليبيا الشقيقة.
لكننا نعرف جيدا ان معركتنا مستمرة، وان الخطر مازال ماثلا. بقايا الارهاب ستحاول جاهدة ان تقول انها لم تنته، بعض القوي الخارجية التي راهنت علي الاخوان والدواعش مازالت تقدم لها الدعم بعض الانظمة في المنطقة التي ربطت مصيرها بهذه الجماعات الارهابية تخشي من ساعة الحساب علي كل جرائمها.
نتألم لكل شهيد يسقط، لكننا نزداد صلابة في مواجهة قوي الشر، ونزداد يقينا بأن نهاية الارهاب تقترب، وبأننا سنمضي قدماً في بناء الوطن الذي يستحق كل التضحيات - والذي يعلو بالعدل والحرية ويقدم للدنيا- كما فعل علي مر الزمن - المثال الحي للاخاء والمساواة بين كل ابنائه.
سلمت مصر، ورحم الله شهداءنا الابرار.
نقلا عن الاخبار القاهرية