بقلم - جلال عارف
هذه خطوة هامة تستحق الدعم من الجميع، عودة التغذية المدرسية قد لا يكون خبرا لافتا للقادرين علي إرسال أطفالهم للمدارس التي تتقاضي عشرات الألوف مصاريف سنوية.
هؤلاء بالطبع قادرون علي توفير الغذاء المناسب لأطفالهم. لكنهم - للأسف الشديد - قلة في مجتمع تعاني الكثرة فيه من ظروف اقتصادية صعبة. وهؤلاء سيقدرون جيدا قيمة عودة التغذية المدرسية للمدارس الحكومية، وما تعنيه بالنسبة لأطفالهم.
لدينا محافظات تصل فيها نسبة الفقر إلي ما يقرب من ٥٠٪. وعلينا أن نتصور كيف يكون الأطفال هناك في معظم الأحوال بين خيارين: عدم الذهاب إلي المدرسة، أو الذهاب دون إفطار!! ثم علينا أن نقيس قدرة الاستيعاب والفهم لدي من يصرون علي الذهاب رغم قسوة الظروف.
برامج الحماية الاجتماعية تحاول تخفيف العبء. ومعونة التكافل ترتبط باستمرار الأطفال في الدراسة. ومع ذلك تبقي الحاجة ماسة للوجبة الغذائية لأطفال المدارس لتوفير الحد الأدني من الغذاء الصحي الذي يساعد الأطفال علي الاستمرار في الدراسة ويمنحهم القدرة علي الاستيعاب والفهم، ويقيهم من أمراض سوء التغذية.
جيد أن تكون الوجبة تحت اشراف وزارة الزراعة، وفي مصانعها المخصصة لذلك، وتحت اشراف دقيق يضمن سلامة الوجبات، حتي لا يتكرر ما حدث في أعوام سابقة حين تم الاعتماد علي من غابت ضمائرهم.
وجيد أن يشعر الجميع أن الدولة مهتمة بنجاح المشروع، وأن الرقابة ستكون صارمة. لكن الأجمل هو أن يؤمن الجميع أنهم أمام مهمة وطنية،وأن نجاحها ضروري. وأن يكون ذلك خطوة أساسية في طريق استعادة المدرسة لدورها. وأن يترافق حضور التلاميذ مع تواجد المدرسين وبعد ذلك يمكن أن يكون الحديث الجاد في عملية تطوير التعليم.
لا تستهينوا بقيمة الفطيرة بالعجوة عند طفل تجبره الظروف أن يذهب للمدرسة دون إفطار، وأن يعود من المدرسة دون أن يكون متأكدا أن هناك ما يكفي للغداء
نقلا عن الاخبار القاهرية