بقلم : جلال عارف
منذ ما يقرب من ٣٥ سنة واسرائيل تستبيح الاجواء السورية كما تشاء. تقوم بغاراتها الجوية فتقتل وتدمر ثم تعود طائراتها سالمة ويكون الرد السوري هو ان الرد علي العدوان سيكون في الوقت المناسب الذي كانت موازين القوي لا تسمح له بأن يأتي !!
أول أمس وقع تطور مهم. غارة اسرائيلية علي مواقع داخل سوريا تصدت الدفاعات الجوية السورية للغارة وتم اسقاط طائرة اسرائيلية من أحدث المقاتلات الأمريكية الصنع (فانتوم ١٦). ردت إسرائيل بغارات علي اهداف قالت إنها ايرانية وتصاعدت نذر حرب إقليمية جديدة، لكن التواجد الروسي والأمريكي في سوريا ومخاطر الصدام الأكبر الذي تتورط فيه الدولتان الاكبر وضع حدا للتصعيد.. ولو مؤقتا !!
الصدمة في إسرائيل كبيرة، فهي تمر بفترة انتشاء بأن كل ما يجري في المنطقة يصب في مصلحتها.. تدمير دول عربية كبيرة مثل سوريا والعراق. ارهاب يستنزف القوي العربية لصالح اعدائها. انحياز الادارة الامريكية الذي تجاوز الحدود بقرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل. بروز المخاطر الاخري وفي مقدمتها تمدد النفوذ الايراني وازدياد الهوس الاردوغاني بأوهام السلطة وتهديد الامن العربي .
كل هذه العوامل صبت في مصلحة اسرائيل وجعلتها تشعر انها قادرة علي المضي في مخططاتها بلا عائق.. في الفترة الاخيرة كانت المخاوف تتصاعد من عدوان جديد علي لبنان أو غزة، كانت اسرائيل تطالب بشريط واسع منزوع السلاح علي طول حدودها مع سوريا كانت تعتقد أن الظروف تمكنها من فرضه. مع سقوط الطائرة تكتشف حكومة نتنياهو ان قواعد الاشتباك تتغير وان استباحة الأجواء السورية لن تستمر طويلا.
ومع القيود التي فرضتها القوي الكبري لمنع التصعيد، اصبح واضحا ان علي اسرائيل ان تعيد حساباتها وان علي ايران وتركيا ان تستعد لقواعد جديدة للعبة في سوريا وفي المنطقة .
وتبقي المخاطر قائمة حتي تخرج سوريا من محنتها، وحتي يتوقف نزيف الدم علي الأرض العربية، ويبقي الدرس الأهم وهو أن الحفاظ علي الدولة الوطنية هو الفريضة الواجبة في عالمنا العربي وان ضرب عصابات الإرهاب والقوي العميلة هو مفتاح القدرة علي التصدي لأعداء الخارج .
نقلا عن الاخبار القاهريه