بقلم - جلال عارف
نذر الحرب تخيم علي المنطقة بأكملها.. القوي العالمية الكبري تقاتل بالوكالة، والدول الإقليمية الطامعة يزداد تورطها، والميليشيات تتعدد راياتها لكنها تتحد في نشر الدمار علي ساحة عربية يراد لها أن تتحول إلي أشلاء أوطان .
تقاتل مصر علي كل الجبهات لكي تصون أمنها ولكي تكون صمام الأمان لمنع انزلاق المنطقة إلي الكارثة الكاملة. سيناء 2018 لم تكن فقط استحقاقاً مطلوباً لإبادة بؤر الإرهاب ومنع مخطط توطينه علي أرضنا، وإنما كانت أيضاً إعلاناً بأن مصر تستعد لكل الاحتمالات، وأنها جاهزة للدفاع عن أرضها، وتأمين حدودها ومياهها الإقليمية ومصالحها الاقتصادية. وأن جهود السنوات القليلة الماضية لتعزيز قواتنا العسكرية ومضاعفة قدراتنا في البحر والجو وامتلاك أحدث الأسلحة كافة بحسابات دقيقة تجعلنا الآن واثقين من قدراتنا علي مواجهة المخاطر كلها .
كان لافتاً »وضروريا أيضاً» أن تتضمن سيناء 2018 نشاطا هائلاً لقواتنا البحرية والجوية لتأمين حدودنا ولردع أي محاولة عدائية في بحر متوسط يموج بالصراعات. وكان لافتاً أيضاً أن يترافق ذلك كله مع تدريبات بحرية مشتركة مع فرنسا في نطاق البحر الأحمر شاركت فيها حاملة المروحيات »ميسترال» وقوات اسطولنا الجنوبي الذي يؤمن البحر الأحمر وباب المندب والمداخل الجنوبية للقناة. وأظن أن الرسالة واضحة لمن تراودهم أوهام العبث بالأمن في هذه المنطقة، أو يتصورون إمكانية إثارة المشاكل هناك، وآخرهم السلطان العثماني الموهوم الذي يقود تركيا الآن من أزمة إلي أزمة أكبر !!
وفي نفس الوقت تخوض مصر معارك أخري لإنقاذ شعوب عربية شقيقة من أزمتها، ولاستعادة دول من براثن الفوضي والدمار وقتال الميليشيات، تدير القاهرة ملف المصالحة الفلسطينية وتبحث مع حماس والسلطة الفلسطينية طرق مواجهة المخاطر وإنقاذ فرص السلام العادل التي كادت تتبدد. وتعمل القاهرة علي انجاز توحيد الجيش الليبي تمهيداً لاستعادة الدولة في ليبيا. وتستدعي الأزمة الطاحنة في سوريا العزيزة لتفتح أبواب الحل السياسي بوصفها القوة الوحيدة التي تحظي بثقة كل الأطراف الوطنية الحريصة علي بقاء سوريا ووحدتها .
تتحرك مصر في كل الاتجاهات، تدرك أن أمنها مرتبط بأمن الوطن العربي. لا تهدد ولا تعتدي. لكنها تعرف كيف تردع الأعداء، وكيف تجتث الإرهاب من جذوره، وكيف تمنع قوي الشر من مجرد التفكير في المساس بأمن مصر.. أو مصالحها
نقلا عن الاخبار القاهرية