بقلم - جلال عارف
في الذاكرة هذا الإعلان الشهير الذي كان يذاع في التليفزيون ترويجاً لـ »العربي في الموسكي» والذي جلب المزيد من الشهرة لهذا المتجر الذي أصبح يومها يتصدر المشهد في أحد أهم الأسواق التجارية .
وفي الذاكرة أيضا حوار تليفزيوني »لعله الوحيد» لصاحب هذا المتجر الذي بارك الله في أعماله، وهو يروي قصة الصعود من الصفر الحقيقي إلي حيث أصبح رقماً حاضراً في السوق المصرية .
وفي حديثه الذي اتسم بالصدق والتواضع، توقفت أمام نقطة فاصلة في حياة الرجل الذي كان يمكن أن يظل في مكانه، أو يتوسع في أعماله التجارية، لكنه اختار الطريق الأصعب حين سأل: لماذا لا يصنع ما يبيعه؟ وحين كان الجواب أن يدخل ميدان الصناعة بكل تحدياته. ثم حين واصل اجتهاده في هذا الميدان مع نخبة من رجال الصناعة الوطنية الذين عانوا في فترات لاحقة من إهمال الدولة للصناعة، ومن انحياز للسماسرة وتجار الأراضي، وصمدوا في وجه أوضاع مضطربة وتحديات كبيرة، وواصلوا العمل ليمثلوا نقطاً مضيئة تقول بكل ثقة: إن مصر تستطيع !
أول أمس افتتح الرئيس السيسي مجموعة من المشروعات في بني سويف، وكان من بينها المجمع الصناعي الذي يقيمه هناك هذا الرجل الذي كان قبل سنوات يصعد أول السلم من سوق الموسكي ليوفر أكثر من عشرين ألف فرصة عمل، وطامعاً إلي المزيد من الخطوات علي هذا الطريق .
وكان جميلا أن يبعث الرئيس السيسي تحياته للرجل.. وهي تحية ينبغي أن تفهمها أجهزة الدولة علي أنها احتفاء بنموذج ينبغي دعمه. فلن تبني مصر إلا بالصناعة المتقدمة. ولن تتقدم الصناعة إلا حين يتصدر الاستثمار الوطني المشهد ويقدم النموذج الناجح للمصريين وجهدهم، لتكون مصر ـ بعد ذلك ـ مقصداً للاستثمارات الوافدة.. بشروطنا التي تحفظ كل مصالحنا .
تحية لكل صناع مصر الذين تفرغوا للإنتاج والعمل، وصمدوا في الظروف الصعبة، وابتعدوا عن التهليب والسمسرة. دورهم الآن أكبر في مرحلة تحتاج لتضافر كل الجهود لصنع النهضة التي تستحقها مصر، وتستطيع ـ بكل تأكيد ـ أن تحققها
نقلا عن الاخبار القاهرية