بقلم : جلال عارف
وارين بافيت» هو ثالث أغنياء العالم، بثروة تتجاوز ٩٠ مليار دولار. الملياردير الأمريكي الذي كون ثروته من الاستثمار في البورصة والأعمال المالية سبق أن رصد جزءا كبيرا من ثروته للأعمال الخيرية. كما أعلن أنه لن يترك لأبنائه من ثروته الطائلة إلا قدراً بسيطا، معللا ذلك بأنه لا يريد أن يقتل طموحهم، لأنهم إذا ورثوا الكثير فإنهم لن يجربوا لذة العمل من أن يكونوا في وضع أفضل .
»بافيت» الذي اقترب من التسعين تحدث مؤخرا إلي إحدي القنوات التليفزيونية الشهيرة. كان مدهشا بالنسبة لمجتمع مثل المجتمع الأمريكي الذي يعطي للنجاح المالي أهمية كبري. أن يقول الملياردير »بافيت» إنه كان أكثر سعادة حين كان أقل ثراء مما هو عليه الآن!!
بالطبع.. لا يعني الرجل أن الثروة شيء سييء، أو إنه يفضل الفقر بعيدا عن مشاكل المال كما نسمع في الحواديت.. لكنه كان يتحدث عن الشراهة في جمع المال التي تجعل البعض ينسي حياته. يقول »بافيت»: إذا لم تكن سعيدا وأنت تملك ١٠٠ ألف دولار، فلا تعتقد أن مليون دولار ستجعلك أكثر سعادة، لأنك ستنظر حولك وتجد من يملك مليوني دولار .
المعني الذي يريد »بافيت» أن يصل إلي الناس هو ألا تنتظر تكوين الثروة حتي تسعد بالحياة، بل يمكنك أن تستمتع بحياتك وانت تسعي للأفضل. ثم يمكنك حين تمتلك الكثير أن تجد المزيد من السعادة حين تشرك الناس معك، وحين يكون عمل الخير هو أفضل استثمار لما وهبك الله من ثروة .
بالقطع لدينا أثرياء لا يتأخرون عن فعل الخير. لكن - للأسف الشديد- تبقي الأكثرية تسير في الطريق الآخر. تشرب من مياه البحر المالحة فلا ترتوي. لا تستجيب لنداءات فعل الخير، ولا تدرك أن الأمر لا يتعلق فقط بالمصلحة الوطنية ولا بالقيم الاخلاقية.. وإنما أيضا بالمصلحة الشخصية التي لا يمكن أن تتحقق إلا بالتكافل بين كل فئات المجتمع .
القناعة كنز لا يفني.. عبارة نراها علي عربات الفول ومحلات البقالين في القري الفقيرة. الأولي أن تكتب علي أبواب قصور الأثرياء
نقلاً عن الاخبار القاهرية