بقلم - جلال عارف
من حق الرئيس الأمريكي »ترامب» أن يعتقد أنه »العبقري» الذي لا مثيل له، كما صرح مراراً»!!».. أو أنه أفضل رؤساء أمريكا علي مدي تاريخها، كما قال بالأمس»!!».. لكن ما يعتقده »ترامب» لا يبرر علي الإطلاق هذه الحماقة التي يتعامل بها في قضية القدس، والتي لا تبرز إلا الجهل بالتاريخ والسياسة معاً !!
لم يكن رؤساء أمريكا السابقون علي مدي ما يقرب من ربع قرن أضعف من السيد »ترامب» وهم يمتنعون عن تنفيذ قرار الكونجرس حول الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني.. لكنهم كانوا يملكون شيئاً من الوعي السياسي بعواقب مثل هذا القرار، وكانوا يملكون شيئاً من الدراية بالتاريخ تجعلهم يدركون ماذا تعني القدس بالنسبة لمئات الملايين من العرب والمسلمين والمسيحيين، وكيف ينبغي أن تكون في النهاية زمزاً للتآخي الديني وتتويجاً لعملية السلام .
الرئيس »ترامب» يتصرف في قضية القدس وكأنها برج ترامب الذي يملكه. لا تبدو »العبقرية» وراء ما يفعل، ولكنها الاتهامات التي تلاحقة وتهدده بالعزل، واللوبي الصهيوني الذي يحاصره ويعده بالانقاذ، وتوهم أن الحالة التي يمر بها العالم العربي الآن تمكنه من فرض ما يريد.. أو ما يريد الصهاينة !!
لم يستمع »ترامب» إلي كل التحذيرات وقرر تنفيذ قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. ولم يفهم معني أن يقف العالم كله ضد هذا القرار، بينما تقف أمريكا وحدها في مجلس الأمن، ثم لا تجد بجوارها في الجمعية العامة للأمم المتحدة إلا ثماني دول من عينة »ماكرو نيزيا» !!
الآن يقرر ترامب نقل سفارة بلاده إلي القدس، ويختار ذكري النكبة حين قام الكيان الصهيوني قبل سبعين عاماً لتنفيذ القرار. يؤكد مرة أخري تحول بلاده من داعم لإسرائيل إلي شريك في كل جرائمها لا يدرك الثمن الذي ستدفعه أمريكا من مصالحها، وستدفعه إسرائيل نفسها من أمنها، ويدفعه العالم من تحويل مدينة السلام إلي قنبلة موقوتة، ومن وعد بخير البشرية إلي وعيد بصراع لا ينتهي
نقلا عن الاخبار القاهرية