بقلم - جلال عارف
قال وزير التجارة والصناعة طارق قابيل إن السوق المصرية تملك جميع المقومات لتصبح محوراً صناعياً رئيسياً لصناعة السيارات في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا. مشيراً إلي السعي لتعميق هذه الصناعة الاستراتيجية لإقامة صناعة سيارات حقيقية قائمة علي التصنيع وليس التجميع .
وللحقيقة.. فقد سمعنا مثل هذا الكلام عشرات وربما مئات المرات من المسئولين عن الصناعة علي مدي أربعين عاماً، ولم تكن النتيجة مرضية علي الإطلاق، لكننا نأخذ الأمر الآن بالجدية الكاملة بعد أن أصبح واضحاً أنه لا طريق أمامنا للنهضة إلا بصناعة وطنية متقدمة وتطور تكنولوجي علي أحدث المستويات، وكوادر قادرة -بالعلم والتدريب- علي إعادة الفخر بكل ما »صنع في مصر».
قبل أكثر من نصف قرن كنا نسير علي الطريق الصحيح لإنجاز السيارة مصرية الصنع، قبل أن تداهمنا هزيمة 67 وبعدها إعصار الانفتاح السبهللي بآثاره الوبيلة. ولعل ما حدث للشركة الوطنية »النصر لصناعة السيارات» من تخريب متعمد، يعطي مثالاً لما تحملته الصناعة الوطنية في ظل سنوات كان دليلها الاقتصادي هو: اخطف.. واجري !!
الآن يتغير الموقف، ونعود لإدراك أننا لن نخطو للأمام إلا بصناعة وطنية راسخة تكون هي قاطرة التنمية الرئيسية.. سواء بتوفير فرص العمالة الدائمة، أو زيادة الانتاج ومضاعفة التصدير، أو امتلاك القدرة والمعرفة للانتقال إلي التصنيع المتقدم بقدراتنا الذاتية القادرة علي العبور بنا إلي العصر الحديث .
تحتاج الصناعة الوطنية من الدولة إلي المزيد من الدعم في الفترة القادمة، وإلي إزالة جميع المعوقات من طريقها، وإلي أن يتوجه إليها الجزء الأكبر من الاستثمارات الجديدة. وتحتاج أكثر إلي وعي كل مواطن.. ليس فقط بمقاطعة منتجات الدول التي تعادينا مثل تركيا، وإنما بالانحياز لكل منتج وطني، وإدراك أن شراء قميص مصري يعني فرصة عمل لابنك أو شقيقك، وأن انتاج سيارة مصرية يعني تطوير أكثر من صناعة حيوية تم تعطيلها عمداً في سنوات »اخطف.. واجري
نقلا عن الاخبار القاهريه