بقلم - جلال عارف
تأتي جميلة بوحريد من الجزائر الشقيقة، فتنفتح أمامنا من جديد صفحات ناصعة من نضال أمتنا العربية في سبيل الحرية والكرامة، ومن تضحيات شعب المليون شهيد حتي استقلت الجزائر، ومن روابط الدم والتضحيات التي ربطت بين مصر والجزائر علي طريق الحرية لكل الوطن العربي .
لم تكن جميلة مجرد فتاة مناضلة وقعت في قبضة الاحتلال وواجهت التعذيب وحكم الإعدام وبقيت صامدة في سجنها. لكنها تحولت إلي رمز لكل مناضلات الجزائر من أجل الحرية والاستقلال، وأصبحت أغنية علي شفاه الملايين في وطن عربي كانت معظم أقطاره مازالت تحت الاحتلال، وكان يخوض معركة التحرر وهو يحلم بوطن عربي ترفرف في سمائه رايات العدل والحرية والكرامة، ويأخذ مكانه الذي يستحقه بين شعوب العالم .
نتذكر جميلة اليوم كيف خرجت من السجن مع انتصار الثورة الجزائرية، وكيف جاءت يومها في رحلتها الأولي إلي القاهرة عام 1962، وكيف استقبلها عبدالناصر مع رفيقتها في الكفاح والسجن »زهرة بوظريف» وكيف احتفت بها القاهرة وهي تنشد: محلا الغنا بعد الرصاص ما اتكلم/ علي الجزاير يا سلامو وسلم .
مضت سنوات ومازال الحلم العربي حيا رغم كل ما واجهه من عقبات ومؤامرات، ومع ما يحققه من نجاحات وما يحدث من اخفاقات. مازال الحلم العربي حياً، حتي بعد أن دمروا أقطاراً عربية، وأطلقوا عصابات الإرهاب لنشر الدمار وتخرب الأوطان. مازال الحلم العربي حياً، ومازال الجهد العربي قادراً علي المقاومة رغم كل التحديات.
تأتي جميلة للقاهرة فنستحضر ذكريات أيام لا تنسي في تاريخ أمتنا. ونتذكر أن »جميلة» أخري تواجه نفس الظروف. تسقط أسيرة في يد احتلال استيطاني آخر يرتكب نفس الجرائم النازية في حق شعبنا الفلسطيني. تأتي جميلة بوحريد، فنتذكر عهد التميمي في سجون الصهاينة. ويأتي اليقين بأن أيقونة النضال الفلسطيني ستخرج من سجنها، وأننا سنحتفي معها يوماً بأعلام فلسطين المستقلة وهي ترتفع فوق القدس العربية
نقلا عن الاخبار القاهريه