بقلم - جلال عارف
جيد أن يتم لقاء الرئيسين السيسي والبشير في »أديس أبابا» أول أمس في ظل روح المصارحة والمكاشفة، والتي لا يمكن إلا أن تقود الجميع إلي ما فيه خير الشعبين الشقيقين.
ما بين مصر والسودان أكبر بكثير من أن تفسده خلافات طارئة، أو أزمات عابرة. لا يرتبط الامر فقط بالتاريخ الذي يجمع الشعبين الشقيقين، وإنما أيضا بالحاضر والمستقبل في عالم يفرض علينا أقسي التحديات. ولا يرتبط الامر فقط بالمشاعر التي تجعل من الشعبين كيانا واحدا، وإنما أيضا بالمصالح المشتركة التي تفرض التعاون الوثيق الذي يحقق الخير ويؤمن الاستقرار في البلدين الشقيقين.
بالمصارحة والمكاشفة ستظهر الحقائق التي تفضح مخططات من لا يريدون الخير لشعبي وادي النيل، ومن يسعون لتخريب العلاقات بين الحكومتين، ومن يتوهمون أن ما بين الشعبين الشقيقين من جسور المحبة والمصالح المشتركة يمكن أن تنسفها حملات حاقدة أو أموال مشبوهة.
وبالمصارحة والمكاشفة سيتأكد الاشقاء أن مصر لا يمكن أن تتآمر علي أمن واستقرار السودان، وأن مصالح البلدين لابد أن تكون متوافقة في قضايا مياه النيل، وأن التحديات في المنطقة تفرض ألا تكون هناك ثغرات تستغلها أطراف أخري لتحقيق مصالحها علي حساب مصر والسودان معا.
الحاجة بلا شك ماسة لترسيخ التعاون بين البلدين في جميع المجالات، والاوضاع الاقليمية تضاعف المسئولية. ولاشك أن الاتفاق علي تشكيل اللجنة الوزارية المشتركة للتعامل مع كل القضايا وتجاوز جميع العقبات خطوة مهمة. خاصة أن اللجنة بتشكيلها من وزيري الخارجية ورئيسي المخابرات والأمن القومي في البلدين تعكس اهتماما بالقضايا الاستراتيجية، وتؤكد علي تحقيق الأمن والاستقرار كضرورة اساسية لمواجهة التحديات ووقف التدخل الاجنبي والتصدي لمؤامراته التي رأينا كيف استهدفت تخريب العلاقات بين الشعبين الشقيقين التي كانت علي الدوام أقوي من أي أخطاء ستجاوزها ومن مؤامرات لابد أن نسحقها معا
نقلا عن الاخبار القاهريه