بقلم - جلال عارف
صعب أن تتحدث عن احترام الشرعية الدولية أو قواعد القانون حين يتعلق الأمر بالسياسة الأمريكية.. لكن الأصعب بالتأكيد هو أن تتحدث عن »السياسة» في حد ذاتها حين يكون الأمر مرتبطاً بالرئيس الأمريكي »ترامب» ونقول »السياسة» فحسب، أما العدالة والقانون وحقوق الشعوب والمساواة بين البشر.. فلا مكان لها بالطبع حين يسود منطق الصفقات، وحين تكون القوة طريقاً للابتزاز وليس لإقرار السلام وتحقيق العدل والرخاء للبشرية كلها!!
يجلس الرئيس »ترامب» بجانب رئيس وزراء الكيان الصهيوني »نتنياهو» سعيدا بالرضا الصهيوني بعد قراره الكارثي حول القدس. وبدلا من ان يحاول أخذ خطوة إلي الوراء تنقذ الموقف، وتنقذ ايضا سمعة الولايات المتحدة التي لم يعد لها حلفاء في الأمم المتحدة الا اسرائيل وماكرونيزيا (!!) إذا به يمضي في الطريق الخطأ حتي النهاية، ولا يجد إلا »الابتزاز» للتعامل مع الفلسطينيين ومحاولة إجبارهم علي قبول ما لا يمكن قبوله.. خاصة حين يتعلق الأمر بالقدس التي يريد السيد »ترامب» ان يخلع عنها عروبتها!!
يقول الرئيس »ترامب» ان الفلسطينيين قد قللوا من احترامنا برفضهم استقبال نائب الرئيس الرائع مايك بنس!!.. ولا يدرك الرئيس الأمريكي أن ما فعله بقراره حول القدس هو الذي يقلل من احترام العالم كله لإدارته وهو يراها تقف ضد القانون وضد الشرعية الدولية، وتقود المنطقة والعالم في طريق الصراعات الدينية المدمرة.
ويهدد الرئيس ترامب الفلسطينيين بوقف كل دعم مالي تقدمه واشنطون للسلطة الفلسطينية اذا لم يعودوا للمفاوضات تحت رعايته الكريمة جدا.. علي اسرائيل وحدها بالطبع!!
لا يدرك »ترامب» أن المساعدات التي قدمتها بلاده كانت اسرائيل هي أول المستفيدين منها.. ولا يفهم أن ربع قرن من المفاوضات العقيمة كان كافيا للفلسطينيين لان يستوعبوا الدرس ويكفوا عن تضييع الوقت. ثم لا يسأل ترامب نفسه: إذا كان قد أخرج القدس من التفاوض، فهل المطلوب أن يأتي أبو مازن وزملاؤه ليأخذوا دروسا في كيفية استقبال مبعوثي ترامب وتقديم الشكر لمن يشارك في اغتصاب القدس؟
نقلا عن الاخبار القاهريه