بقلم - جلال عارف
اختار الرئيس الأمريكي »ترامب»، أن يطل علي المشهد الملتهب في المنطقة من خلال صحيفة إسرائيلية يملكها أحد ممولي حملته الانتخابية، وأحد أكبر الداعمين لنتنياهو الواقع بين الأزمة في سوريا وبين احتمال إحالته للمحاكمة خلال أيام بتهم الفساد والرشوة .
عاد »ترامب» ليؤكد أن قضية »القدس» قد تمت إزاحتها من علي طاولة المفاوضات بعد قراره بالاعتراف بها عاصمة لإسرائيل.. مبديا الفخر والاعتزاز بهذا القرار الذي اعتبره أهم »إنجازاته» في العام الأول له في حكم أمريكا!!
وعن صفقة السلام التي تحدث عنها طويلا قبل ذلك دون أن يقول شيئا له قيمة. واصل ترامب هذا المنهج، فقال إن الفلسطينيين لا يملكون الرغبة في صنع السلام حاليا، كما أنه غير متأكد من عزم إسرائيل علي صنع السلام!! والنتيجة: سنري ما سيحصل.. كما يقول ترامب، بعد كل هذا الضجيج ! !
لا يقول »ترامب» عن أي سلام يتحدث، إذا كانت البداية هي »إنجازه!!» العظيم بإزاحة القدس عن طاولة المفاوضات، بعد أن قرر هو أن تكون عاصمة لإسرائيل.. ضاربا عرض الحائط بالحقوق المشروعة.. وبالقرارات الدولية، وبمشاعر مئات الملايين من العرب والمسلمين والمسيحيين ؟ !
ويتصور ترامب أن فرض الأمر الواقع هو الذي سيأتي بالحل. وأن الإذعان الأمريكي للمطالب الإسرائيلية سوف يجبر الفلسطينيين والعرب علي الاستسلام.. ولهذا ينتقل من القدس إلي قضية اللاجئين ليحاول إزاحتها من علي طاولة المفاوضات، وليبدأ الحملة علي وكالة غوث اللاجئين »الأونروا» بتخفيص مساهمة أمريكا المالية والتهديد بمنعها تماما.. لانها تبقي قضية اللاجئين حية، وتبقي علي مسئولية المجتمع الدولي عن المأساة التي لن تزول آثارها إلا بالحل العادل الذي يحفظ حقوق شعب فلسطين في أرضه .
يتصور السيد ترامب أن إزاحة القضايا الخلافية المعقدة من علي طاولة المفاوضات هي الحل. يتوهم أنه قادر علي شطب عروبة القدس بقرار أحمق، أو أنه يستطيع إلغاء وجود ملايين اللاجئين الفلسطينيين بقطع المعونة المالية التافهة التي تدفعها بلاده وهي التي تتحمل جزءا هاما من المسئولية عن مأساة هؤلاء اللاجئين .
لا يفعل ترامب شيئا إلا أنه يسد الطريق علي السلام. أما عروبة القدس فليست للتفاوض، وأما قضية اللاجئين فلن تنتهي إلا بنيل الشعب الفلسطيني لحقوقه المشروعة. وأما الخاسر من كل هذه الحماقات فهي أمريكا نفسها
نقلا عن الاخبار القاهريه