بقلم - جلال عارف
ما إن بدأ نائب الرئيس الامريكي »مايك بنس» في إلقاء خطابه أمام »الكنيست» الاسرائيلي أول أمس، حتي بادر النواب العرب برفع لافتات كتبوا عليها أن »القدس عاصمة فلسطين». وسرعان ماداهمهم أفراد الحرس واقتادوهم خارج القاعة. ولم يضيع نائب الرئيس الأمريكي الفرصة، فأعلن علي الفور اعتزازه بهذه »الديمقراطية» التي تجمع بين بلاده والكيان الصهيوني!!
ولم يكن هذا إلا عنواناً فرعياً في خطاب الرجل الذي بدا واحدا من قادة المستوطنين أو من حاخامات التطرف وليس الرجل الثاني في الدولة الأكثر قوة ونفوذا في العالم.. حتي الآن علي الأقل!!
فالرجل الذي قيل إنه جاء ليهدئ من الغضب الفلسطيني والعربي بعد قرار »ترامب» بشأن القدس والذي أجمع العالم علي إدانته واستنكاره. وقف ليعلن من علي منبر »الكنيست» أن السفارة الامريكية لدي اسرائيل سوف تنتقل إلي القدس في نهاية العام القادم.
والرجل الذي قيل إنه جاء ليتعامل مع مشاعر مئات الملايين من المسلمين والمسيحيين الذين أكدوا تمسكهم بعروبة القدس.. وقف ليعلن أن بلاده تتعامل مع الحقائق علي الأرض، أي أنها لاتعترف إلا بمنطق القوة دون أي اعتبار للقانون أو الشرعية الدولية!!
والرجل الذي قيل إنه جاء ليمنع انزلاق الموقف (بعد قرار ترامب الأحمق حول القدس) إلي حرب الدفاع عن المقدسات، وقف يردد التخاريف التي تزوِّر التاريخ وتنشر الهلاوس لخدمة الصهيونية، متحدثاً عن دعم بلاده للإسرائيليين وهم يحققون الوعد الإلهي باستعادة »وطنهم!!».
ما قاله »بنس» اثناء زيارته اسرائيل أخطر كثيراً مما قاله رئيسه »ترامب» وهو يصدر قراره حول القدس. علي الأقل »ترامب» تحركه الحماقة وعدم الدراية بأحوال المنطقة والعالم. لكن نائبه يتحرك عن »عقيدة» صهيونية راسخة، ويمثل تياراً أصولياً يزداد نفوذه في أمريكا مع تنامي قوة اليمين العنصري.
ربما تكون أمريكا قد أنهت دورها في أي عملية سلام حقيقية، لكن دورها يزداد شراسة كشريك لإسرائيل في عدوانها علي حقوق الشعب الفلسطيني وتهديدها لسلام المنطقة.. وهذا هو الخطر الذي لابد من التعامل معه بكل جدية
نقلا عن الاخبار القاهرية