بقلم - جلال عارف
هذه المرة كان لابد من رد حاسم علي البلطجة التركية. كان وزير الخارجية التركي »شاويش أوغلو» قد مارس الوقاحة الأردوغانية المعتادة وقال قبل يومين إن بلاده ستقوم بالتنقيب عن الغاز والبترول شرق المتوسط وأنها لا تعترف بالاتفاق بين مصر وقبرص لترسيم الحدود البحرية بين البلدين والاستفادة من المصادر الطبيعية في المنطقة الاقتصادية الخالصة للبلدين شرق المتوسط!!
وجاء الرد المصري فوريا وحاسما: اتفاقية ترسيم الحدود مع قبرص لا يمكن أن تكون موضع نزاع، وهي مودعة لدي الأمم المتحدة منذ توقيعها قبل خمس سنوات. وأي محاولة للمساس أو الانتقاص من حقوق مصر السيادية في تلك المنطقة مرفوضة، وسيتم التصدي لها بكل حسم.
لقد صبرنا طويلا علي التجاوزات التركية منذ ٣٠ يونيو. كنا ندرك أن صدمة أردوغان المهووس بالخلافة والسلطنة من سقوط حكم الإخوان فوق تحمله. ومن ناحية أخري كنا واثقين من أن كل محاولاته العدائية ضد مصر مصيرها الفشل. ولكن يبدو أن الدور المطلوب من أردوغان أن يؤديه لم ينته، وأنه ماض فيه حتي لو كان الثمن هو ضياع استقرار تركيا بسبب أوهام حاكمها المهووس بالسلطة!!
وفي هذا الإطار تستمر البلطجة التركية، والتي كانت آخر محاولاتها هذا التصريح الذي أطلقه الشاويش أوغلو وزير خارجية أردوغان، والذي جاء الرد المصري الحاسم عليه ليقول إن اللعبة مكشوفة، وإن البلطجة لابد أن تتوقف وأن مصر لن تقبل أي مساس بحقوقها أو مصالحها الوطنية.
نعرف أن كل خير لمصر يزعج البلطجي التركي وعصابته الإخوانية. ولابد أن أخبار بدء الإنتاج في حقل »ظهر» قد آلمتهم. وكذلك الاستعداد لطرح المناقصات الجديدة للتنقيب عن الغاز في المنطقة، مع فتح ملف ترسيم الحدود البحرية مع اليونان الذي أرجأناه طويلا.
ونعرف أن حجم المشاكل التي يواجهها أردوغان بسبب سياساته الحمقاء وأوهامه »السلطانية» يدفعه لمحاولة الهروب إلي الامام بالعدوان علي سوريا، أو ممارسة البلطجة والابتزاز كما يفعل في الخليج العربي وعلي أبواب البحر الاحمر. لكنه يدرك حتما أن مصر قادرة علي حماية مصالحها، وعلي قطع كل يد تفكر في أن تمتد إليها بالسوء. يعرف »أردوغان» أن الزجاج لديه كثير، ويدرك جيدا عواقب »اللعب في الممنوع
نقلا عن الاخبار القاهرية