بقلم - جلال عارف
استضافت الكويت الشقيقة مؤتمر إعمار العراق. انطوت جراح الماضي وظهر عمق المأساة التي يمثلها غياب العراق الذي كان حارسا للبوابة الشرقية للعالم العربي، فأصبح ساحة للنفوذ الايراني والاقتتال الطائفي بعد أن دمر العدوان الامريكي كل مقومات الدولة في هذا القطر الاساسي لأمن واستقرار والمنطقة.
نجح مؤتمر الكويت وتم الإعلان عن مساهمات جاوزت ثلاثين مليار دولار. ومع أن التقديرات العراقية الرسمية لاحتياجات الإعمار تتجاوز ٨٨ مليار دولار، فقد أبدي المسئولون العراقيون ارتياحهم لما تحقق في المؤتمر مؤكدين أنه جاوز توقعاتهم منه.
وتبقي ملاحظات أساسية علي المؤتمر المهم:
>> أن معظم الارقام المعلنة عن إسهامات الدول والمنظمات تتمثل في وعود باستثمارات أو قروض أو تسهيلات ائتمانية للاستثمار في العراق، وأن حجم المنح قليل ومعظمه جاء من الاطراف الخليجية والمؤسسات الدولية.
>> أن الوفاء بهذه التعهدات يرتبط باستمرار الجهد الذي تبذله الحكومة العراقية برئاسة حيدر العبادي في ضرب الفساد الذي استشري في سنوات الاحتلال الامريكي وبتشجيعه، ثم توحش بعد انتشار الميلشيات وحروب الطوائف التي تبذل الحكومة العراقية جهدها لمحاصرتها بعد النجاح في القضاء علي دولة الخلافة الداعشية.
>> لم تعلن إيران في المؤتمر عن أي إسهام في تعمير العراق. ومن ناحية أخري اكتفت أمريكا بالاعلان عن تسهيلات ائتمانية للشركات الامريكية في حدود ثلاثة مليارات دولار!!.. يعني الطرفان الاساسيان المتورطان في تدمير الدولة العراقية لا يريدان تحمل أي مسئولية عما حدث »!!» والأخطر أنهما يتحدثان من منطلق أن الحرب في العراق لم تنته.. تبريرا لاستمرار وجودهما مباشرة أو بالوكالة.
>> يبقي التواجد العربي في العراق أساسا ضروريا للخروج من هذه المرحلة بكل تداعياتها. وتبقي مساعدة العراق علي الإعمار والنهوض من كبوته مسئولية قومية. وتبقي وحدة العراق وتحرره من كل وجود أجنبي هو الهدف الذي لابد من تحقيقه، والشرط الأساسي لكي تنجح جهود البناء والاعمار، وليعود العراق للمكانة التي يستحقها والتي يحتاجها الوطن العربي كله
نقلا عن الاخبار القاهرية