بقلم - جلال عارف
لا مفاجآت علي الإطلاق. جاء مايك بنس نائب الرئيس الأمريكي إلي القاهرة فلم يجد إلا الموقف المصري الثابت من كل القضايا. وسمع مباشرة من الرئيس السيسي أنه لا حل للقضية الفلسطينية إلا إذا ضمن حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، وإلا إذا كان جوهره دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس العربية .
ويأتي هذا بعد أن قادت مصر التحرك في الأمم المتحدة ضد قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها. كما يأتي في ظل موقف شعبي حاسم يرفض الخطوة الأمريكية، ومع تحرك ضد هذا العدوان علي المقدسات أخذ فيه الأزهر الشريف والكنيسة الوطنية القرار الذي لا قرار غيره بنصرة القدس والدفاع عن فلسطين، ليتجسد ذلك في رفض الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب والبابا تواضروس الثاني استقبال نائب ترامب عند زيارته للقاهرة التي اضطر لتأجيلها عدة مرات .
الرسالة واضحة، ومن المؤكد أنه سيسمع في الأردن الشقيق أيضا حديثاً رافضاً كل الرفض للموقف الأمريكي من القدس. لكن يبدو أن الرئيس الأمريكي مازال معتزاً بـ »عبقريته» التي تهيئ له أن الاستسلام لشروط إسرائيل هو مفتاح الحل، وأن فرض الأمر الواقع علي الفلسطينيين والعرب هو ما سيجلب الأمن والاستقرار في المنطقة، وهو ما يضمن له الرضا الصهيوني الكامل الذي يحتاجه بشدة وهو محاصر بالاتهامات التي تهدد بقاءه في البيت الأبيض !
يتوهم »ترامب» أن قراره حول القدس قد حسم مصيرها، فينتقل بسرعة إلي قضية اللاجئين، ويقتطع نصف مساهمة أمريكا في ميزانية وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين »الأونروا» بحجج واهية لا تخفي استخدام سلاح تجويع الأطفال الفلسطينيين حتي تقبل السلطة الفلسطينية ما يستحيل قبوله !
والأخطر يكشفه رئيس الوزراء الإسرائيلي وهو لا يخفي سعادته ببدء ترامب الحرب علي منظمة »الأونروا».. حيث يطالب نتنياهو بإغلاق هذه المنظمة التي يعتبرها خطراً علي إسرائيل لأنها تبقي مأساة اللاجئين الفلسطينيين حية، وتبقي العالم مسئولاً عنها.
في هذا المناخ يرسل ترامب نائبه »مايك بنس» إلي المنطقة، وهو يعرف ما يعرفه الجميع، أن النائب أكثر انحيازاً للصهيونية من الرئيس. رسالة أمريكية ينبغي أن نفهمها جيداً، وأن نتعامل معها بكل وعي وبكل مسئولية
نقلا عن الاخبار القاهريه