بقلم - جلال عارف
علي موقع "فيسبوك" بعض لقطات لصبية تؤدي بعض حركات الباليه علي كوبري قصر النيل بالقاهرة. الصبية بملامحها المصرية وغطاء الرأس والنيل من حولها.. تعكس مناخا من الجمال الفني، وتستدعي العديد من الخواطر.
أتذكر كيف دخلت هذه الفنون الرفيعة حياتنا. وكيف انتقلت من فنون زائرة مع الفرق الأجنبية لتصبح جزءاً من ثقافتنا. وكيف تحولت من فنون تشاهدها الجاليات الأجنبية إلي فنون ننشيء لها المعاهد وتتاح أمام من يقبل عليها من كل الطبقات في ظل ثورة آمنت بأن الثقافة للجميع، ومثقفين أدركوا أن مهمتهم أساسية في نهضة المجتمع. وصانع للثقافة بحجم ثروت عكاشة استفاد من مناخ النهضة ومن دعم القيادة السياسية ليقود ثورة ثقافية مازلنا نعيش عليها حتي الآن.
في ظل هذا المناخ كان طبيعيا أن يجسد صلاح چاهين الحلم بـ"تماثيل رخام ع الترعة وأوبرا" فتغني الملايين الحلم مع عبدالحليم حافظ وهي تصدق. فالزمن كان زمن المسرح للجميع، والكتاب بقروش قليلة، والتعليم بالمجان، وقصور الثقافة تنقل الابداع إلي قلب القرية، وتأخذ بشبابها إلي حيث تنفجر المواهب وتزدهر الفنون والآداب.
كان ذلك قبل أن تداهمنا عاصفة التخلف، وينقض خفافيش الظلام يحاصرون كل شيء جميل، ويحرمون الفن ويكفرون الابداع. تلك العاصفة المسمومة التي أوقفت مسيرة النهضة واستنزفت قوي المجتمع، والتي كان من الممكن أن تغتال كل خلايا الابداع وتحاصر الحياة نفسها، لولا أن شعبنا الضارب بحضارته في جذور التاريخ قاوم وانتصر. وهو الآن يواصل معركة استئصال بؤر الإرهاب، وتنتظره المعركة الأصعب وهي هزيمة هذا الفكر الظلامي، والانتصار لكل ما هو حق وخير وجمال في هذه الحياة.
وتتزاحم الأسئلة: متي نضيء قصور الثقافة في قري مصر مرة أخري؟ وكيف نستنهض كل قوي الابداع لكي تصل بالثقافة والفنون إلي كل مواطن؟ وكيف نعيد الاحترام للفكر ونستعيد بهجة الاحتفاء بالحياة.. نعمل وننتج ونبتكر ونبدع أجمل الفنون وأرقي الثقافات.
صورة الصبية الجميلة تذكرني بقصيدة جميلة لصلاح چاهين.
.. وبنت أم أنور بترقص باليه.
بحيرة البجع
سلام يا جدع
عن الاخبار القاهري