بقلم - جلال عارف
في رحاب الأزهر الشريف ينعقد مؤتمر نصرة القدس. من مختلف أنحاء العالم حضر ممثلو الهيئات الإسلامية والكنائس المسيحية وحتي بعض الجماعات الدينية اليهودية الرافضة للصهيونية وسياسات إسرائيل، كما يحضر أيضا الرئيس الفلسطيني »أبومازن» وأمين الجامعة العربية والعديد من الشخصيات العربية والدولية التي تدرك حجم الخطر الذي يمثله الاحتلال الصهيوني، ومقدار الحماقة التي تسير عليها سياسات الولايات المتحدة الأمريكية بتأييدها الأعمي للكيان الصهيوني، وبقراراتها الكارثية حول القدس والقضية الفلسطينية.
أمر مهم أن يجسد المؤتمر هذا التوافق الكامل بين المؤسسات الدينية الإسلامية وفي مقدمتها الأزهر الشريف، وبين كنائس العالم وفي مقدمتها الفاتيكان وكينستنا الوطنية، في رفض قرار »ترامب» حول القدس، وفي إدانة الاحتلال الإسرائيلي وفي مساندة القضية الفلسطينية.
قرار »ترامب» الأحمق لم يكن فقط إعلانا بالعداء المطلق لشعب فلسطين، ولكنه كان ضربة موجهة لمشاعر مئات الملايين من المسلمين والمسيحيين في العالم العربي وفي كل أنحاء الدنيا. ولم يكن هذا القرار فقط إعلاناً من أمريكا بالشراكة الكاملة في كل الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني. بل كان أيضاً ـ ومازال ـ محاولة لإدخال المنطقة في حرب دينية لا تنتهي، وهدية لا تقدر بثمن من اليمين المتعصب في أمريكا وإسرائيل لجماعات الإرهاب التي تدعي ـــــ زوراً وبهتانا ـــــ أنها تمثل دين الله الحنيف .
هذا التوافق الإسلامي المسيحي حول القدس وفلسطين، كما يجسده مؤتمر الأزهر الشريف يجعل من صحيح الدين سندا لعروبة القدس، ويجمع الكل حول دعم نضال الشعب الفلسطيني، وحقه في دولته المستقلة بقدسها العربية عاصمة لها .
حماقة ترامب وجرائم إسرائيل وحدت المسلمين والمسيحيين في العالم كله حول القدس العربية، وجمعت شعوب العالم وراء شعب فلسطين وهو يناضل لإنهاء آخر استعمار استيطاني مازال باقياً بوجهه النازي القبيح .
تحية للأزهر الشريف وللإمام الأكبر. وسلام للقدس التي ستظل ـــ رغم كل المؤامرات ــــــ عربية إلي يوم الميعاد
نقلا عن الاخبار القاهريه