بقلم : جلال عارف
في الصميم
من الباب الإفريقي تعود الحياة إلي ملعب النادي المصري ببورسعيد بالمباراة مع فريق »بافلوز» الزامبي في بطولة الكونفدرالية الإفريقية.
تنهي المباراة ست سنوات أليمة منذ كارثة مباراة الأهلي الذي راح ضحيتها ٧٢ من المشجعين في جريمة بشعة، كان أهل بورسعيد أول من تبرأ منها، ومازالوا حتي الآن يحملون جماعة »الإخوان» مسئولية تدبير هذه الجريمة التي تركت آثارها المأساوية علي الجميع، والتي زرعت الحزن علي شهداء أبرياء، وتركت آثارها علي ملاعب الكرة الخاوية حتي الآن،وفرضت علي بورسعيد ست سنوات صعبة علي مدينة تعودت أن تعيش علي احتضان عشاقها، والاحتفاء معهم بالحياة.
لا أعرف بالطبع من هو الشيطان الذي اختار »بورسعيد» لتكون مسرحاً لهذه الجريمة البشعة. كان اختياراً شيطانياً بحق. فالكرة في بورسعيد ليست لعبة بل محورأساسي لاهتمامات الناس. والمنافسة مع النادي الأهلي لها تاريخ منذ انتقال هداف مصر العبقري »سيد الضظوي» إلي الأهلي في الخمسينيات من القرن الماضي. والأهم هو »بورسعيد» نفسها.. بتاريخها الوطني ونضالها الممتد منذ نشأتها، وآلاف الشهداء الذين قدمتهم للوطن، وصمودها العبقري في حرب ٥٦ الذي مكنّ مصر من استعادة القناة ومن هزيمة العدوان.
كان اخضاع »المدينة الباسلة» كما حفظتها ذاكرة الأمة لسيطرة »الإخوان» يعني الكثير. وكان تمردها عليهم أمراً لايحتملونه. وكان تحويلها إلي »أمثولة» هدفا يستحق العناء لكل من أراد إهدار ذاكرة الأمة حتي لاتكون سبيلاً لمقاومة الفاشية الدينية، وحتي لاتبقي حارسة لقناة كانوا يدبرون لها ما يدبرون!!
ولم تكن مصادفة أن تأتي بشائر سقوط حكم الفاشية الدينية من بورسعيد ومدن القناة حين فرضوا عليها حظر التجوال، فكان الرد هو تنظيم مباريات الكرة في ساعات الحظر، وعناق الشعب مع جنود جيشه وشراكة الجميع في حراسة القناة وفي رفض التآمر.
تحملت بورسعيد السنوات الست الصعبة، وتحملت ثمن جريمة شيطانية أدمت قلوب الجميع. اليوم تبدأ صفحة جديدة مع عودة الحياة إلي ملعب النادي المصري.
يتذكر الجميع أرواح الشهداء يستوعبون الدرس الأليم. وتنفتح صفحة جديدة في كتاب المحبة والانتصار للحياة.. وللوطن
نقلاً عن الاخبار القاهرية