بقلم - جلال عارف
الخبر الذي نقلته وكالة »رويترز» من أمريكا يتحدث عن »فضيحة تجارية» طالت عدداً من المتاجر الشهيرة في الولايات المتحدة، والتي باعت أطقم مفروشات بأسعار عالية علي أساس أنها مصنوعة من القطن المصري الفاخر بنسبة 100٪ .
ثم تبين أن هناك عملية غش اثبتها القضاء وتجري المحاسبة عليها بعد أن ثبت أن المصنوعات التي بيعت بأغلي الاثمان ليست من القطن المصري الفاخر !!
أتذكر أياماً كانت مصانع المحلة وكفر الدوار تصدر للعالم أفخر القمصان اللينوه، وأرقي الثياب القطنية للرجال والنساء وكانت أرقي القمصان السويسرية تصنع من الأقطان المصرية التي لا مثيل لجودتها.
وفي الوقت الذي كنا نسعي لكي ننهض بصناعة الملابس الجاهزة حتي نستطيع أن نحقق أكبر استفادة من القطن المصري، ولكي نكون المركز الأكبر للملابس القطنية الفاخرة.. كان هناك من يضرب صناعة النسيج وكل الصناعات المصرية في مقتل. وكان هناك من يفتح ابواب الاستيراد علي البحري في نفس الوقت الذي يمنع اي تمويل جديد لقلاعنا الصناعية، لينتهي الامر بإغلاق آلاف المصانع الصغيرة للقطاع الخاص وترك قلاعنا الصناعية في المحلة وكفر الدوار حتي وصلت إلي الحالة البائسة التي عاشتها منذ سنوات .
الآن .. يتم الاعلان عن مخطط جديد لاعادة الحياة لصناعات الغزل والنسيج ويتم رصد اكثر من عشرين مليار جنيه لتطوير قلاع هذه الصناعة في المحلة وكفر الدوار ويعود الاهتمام بزراعة القطن التي كانت قد تراجعت لحد كبير .
سيكون علينا استيراد القطن قصير التيلة لانتاج الملابس الارخص لكن سيبقي العرش محجوزاً لقطننا المصري طويل التيلة الأجود في العالم كله .
وسيظل لدينا حلم مشروع بأن نكون الدولة الأولي في تصنيع الملابس القطنية والمفروشات الفاخرة وتصديرها لكل العالم .
مثل كل التحديات التي نواجهها، نعرف ان اصلاح ما جري في سنوات الفساد والتخريب والسمسرة لن يكون سهلاً.. لكننا نستطيع .
نقلا عن الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع