توقيت القاهرة المحلي 01:32:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لغة المصالح.. وسؤال القدس!!

  مصر اليوم -

لغة المصالح وسؤال القدس

بقلم - جلال عارف

منذ أن أعلن الرئيس الأمريكي »ترامب»‬ عن خطوته الحمقاء، وقام بنقل السفارة الأمريكية لدي إسرائيل إلي القدس، متباهيا بأنه »‬يزيح» قضية المدينة المقدسة عن مائدة التفاوض.. منذ هذه اللحظة يفترض أن لدينا موقفا عربيا موحدا من هذه القضية، وأننا نرفض هذا العبث بمصير القدس الذي جعل من إدارة ترامب شريكا »‬وليس داعما فقط» لكل ما ترتكبه إسرائيل من جرائم في حق شعب فلسطين، والذي يقود الصراع في المنطقة إلي الأسوأ حيث لا يستفيد إلا التطرف، ولا تخدم مثل هذه التصرفات إلا العنف والتشدد وضياع الفرص الحقيقية لأي سلام عادل. ومع ذلك يبدو الأمر وكأن المسئولين العرب يفاجأون في كل مرة تخضع فيها دولة أخري لضغوط الصهاينة أو لابتزاز الإدارة الأمريكية، وترسل إشارات بأنها ستسير في نفس الطريق، وستنقل سفارتها إلي القدس!!

آخر حلقات هذا المسلسل »‬حتي الآن!!» جاءت من استراليا. حيث خرج رئيس وزراء الكيان الصهيوني »‬نتنياهو» يعلن غبطته وانشراحه، بأن رئيس وزراء استراليا أخبره بأنه يفكر بحسم الأمر ونقل سفارة بلاده إلي القدس. ليكون رد الفعل غضبا عربيا وإسلاميا يبدو أنه جعل رئيس الوزراء الاسترالي يعيد حساباته ويعلن إرجاء القرار لمزيد من المشاورات مع حلفائه.
التراجع »‬ولو بصورة مؤقتة» جاء نتيجة ضغوط داخلية من خسائر اقتصادية محتملة بسبب هذا القرار، خاصة مع الدولة الجارة »‬اندونيسيا» التي تدخل في علاقات تجارية كبيرة مع استراليا توشك أن تتحول إلي شراكة توفر لاستراليا سوقا هائلة.
والدرس هنا أن لغة المصالح أقوي من نفوذ اللوبي اليهودي ومن مناورات السياسة الأمريكي
ة. والمصالح مع الدول العربية والإسلامية هائلة بالنسبة لدول العالم كلها، لكن تأثيرها- بصورة عامة- ضئيل. وقد سمعنا مندوبة ترامب في الأمم المتحدة »‬المستقيلة أخيراً نيكي هيلي» تقول بعد القرار الأمريكي الأحمق حول القدس الذي عارضه العالم كله: لن نشهد إلا بعض الشجب وبعض المظاهرات، ثم تمضي الأمور في طريقها ونفرض الأمر الواقع!!
هل تكون واقعة استراليا بداية لتعامل جاد ينقلنا من دائرة الشجب إلي دائرة الفعل القادر علي استخدام ما نملكه من أوراق سياسية واقتصادية وقانونية لدعم حقوقنا وفرض إرادتنا في عالم لا يفهم إلا لغة المصالح؟!
الأمر يحتاج لرؤية واضحة ولإرادة حرة، وإلي موقف يتأكد فيه العالم الذي لا يفهم إلا لغة المصالح ومنطق القوة.. أن لدينا مصالحنا التي ينبغي احترامها، ولدينا قوتنا التي تحمي حقوقا لا يمكن التنازل عنها.
سؤال القدس مازال يختبر الجميع!!

نقلا عن الاخبار

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لغة المصالح وسؤال القدس لغة المصالح وسؤال القدس



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon