بقلم - جلال عارف
تقريبا.. لم يكن هناك مكان للاعتدال الحقيقي في انتخابات اسرائيل الاخيرة. المنافسة كانت بين اليمين واليمين المتطرف، والنتائج كانت متوقعة لحد كبير !!
أثمرت »هدايا» ترامب في منح نتنياهو الفرصة للبقاء رئيسا للوزراء، ومنحه ـ بالتالي الفرصة للإفلات من المحاكمة علي جرائم الفساد والرشوة المتهم بها !!
منافسوه كانوا يتهمونه بأنه أبقي أمن اسرائيل مهددا »!!» وفي مواجهة ذلك كانت »هدايا» ترامب هي أقوي ما يملكه نتنياهو في هذه المعركة التي خاضها علي أنه الذي استطاع الحصول من الرئيس الامريكي علي ما لم يستطع سواه أن يحصل عليه: الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة إليها، ثم الاعتراف بالسيادة الاسرائيلية علي هضبة الجولان السورية المحتلة. بالاضافة إلي الحرب المعلنة من جانب الادارة الامريكية علي وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين »الأونروا» وحصار السلطة الفلسطينية لتمسكها بما تبقي من حقوق مشروعة للشعب الفلسطيني!!
نتنياهو باق في موقعه بأصوات أقصي اليمين المتطرف. ما يهمه في الفترة القادمة أن يفلت من المحاكمة التي قد تذهب به إلي السجن كما ذهب رئيس الوزراء الأسبق »أولمرت» من قبل، وفي اتهامات مشابهة!! هذا يعني أن يدفع نتنياهو الثمن مرتين لليمين الأكثر تطرفا.. مرة للوقوف إلي جانب توليه رئاسة الحكومة، ومرة اخري لاعفائه من المحاكمة. والثمن لوح به نتنياهو حين وعد بضم المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية إلي اسرائيل. وهو ما يعني نهاية الحديث عن حل الدولتين .
كان »اليسار» الاسرائيلي يحذر دائما من أن مثل هذه الخطوة ليست في صالح اسرائيل، لكن هذا »اليسار» انتقل إلي رحمة الله منذ زمن. لم يبق إلا اليمين واليمين المتطرف.. وهدايا ترامب وحماس !!
نقلا عن الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع