بقلم: جلال عارف
السيد »كوشنر» صهر الرئيس الأمريكي ومستشاره الرئيسي في قضايا الشرق الأوسط قام بجولة الأسبوع الماضي في المنطقة شملت المغرب والأردن وإسرائيل. علي الجانب العربي كان »كوشنر» والفريق المعاون له يحاولون الترويج لـ»الورشة» التي اعلنوا عن عقدها في »المنامة» للدفع بما أسموه الجانب الاقتصادي من صفقة القرن المزعومة. وهو الأمر الذي لا يعرف أحد كيف يتم في غياب الفلسطينيين أصحاب القضية، وعلي يد إدارة أمريكية أوضحت موقفها بما يكفي عندما أصدرت قرارها بالاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني، وعندما أعلنت الحرب علي منظمة غوث اللاجئين الفلسطينيين »الأونروا»، وعندما حاصرت السلطة الفلسطينية اقتصاديا وسياسيا !!
وفي إسرائيل أضاف السيد »كوشنر» تأكيدا جديدا علي انحياز الإدارة الأمريكية المطلق لمخططات إسرائيل في التوسع والاستيلاء علي الأرض العربية، حين أرسل لرئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو خريطة لإسرائيل تضم أرض الجولان السورية مهداة من الرئيس الأمريكي وتحمل توقيعه!! وكأنه يقول له: استمر في زرع المستوطنات وتثبيت الاحتلال، ونحن جاهزون بالمهاترات المخالفة للقانون والقرارات الدولية، ومستعدون بالخرائط الجديدة !!
في نفس التوقيت كانت القمم العربية والإسلامية تنعقد في مكة للتعامل مع قضايا خطيرة تمس الأمن القومي وتتعلق بالتهديدات الخارجية والحروب التي نخوضها مع الإرهاب والدول الداعمة له.. ومع ذلك ظلت قضية فلسطين تحتل موقعها الأساسي بين القضايا، وظل الاجماع علي أنه لا أمن ولا سلام ولا استقرار في المنطقة إلا بالحل العادل الذي يضمن حقوق الفلسطينيين وفي مقدمتها حقهم في الدولة المستقلة علي حدود ٦٧ وعاصمتها القدس العربية. مع التأكيد علي رفض كل القرارات التي تمس عروبة القدس الشرقية أو تعترف بضم الجولان السورية للكيان الصهيوني .
وفي نفس الوقت أيضا كان الاتحاد الأوروبي يؤكد علي إدانته الكاملة للاستيطان الإسرائيلي في الأرض المحتلة، ويؤكد علي حل الدولتين ويتمسك بقرارات الشرعية الدولية .
طريق السلام واضح، والعالم كله يؤيده. وهو بالقطع لا يمر بالخرائط الأمريكية الزائفة، ولا بورشة السيد كوشنر