بقلم : جلال عارف
يبدو أن قواعد اللعبة في المنطقة تتغير بسرعة .
في سوريا.. رفضت موسكو كل التبريرات الإسرائيلية حول حادث إسقاط طائرة الاستطلاع الروسية ومصرع خمسة عشرة من العسكريين الروس.. واتهمت وزارة الدفاع الروسية إسرائيل بالتضليل وحملتها المسئولية عن اسقاط الطائرة من جانب السوريين بسبب البيانات الخاطئة التي أعطتها اسرائيل بصورة متعمدة للجانب الروسي واستغلال طائرة الاستطلاع الروسية لتغطية الهجوم الإسرائيلي .
اللهجة الحاسمة من جانب موسكو تعني ان التنسيق بين الروس وإسرائيل بشأن الغارات الجوية الإسرائيلية سيعاد فيه النظر. وأن قيوداً جديدة ستفرض لحماية الأجواء السورية.. وقد جاءت الخطوة الأولي في هذا الشأن دون تأخير، بالاعلان أمس عن أن موسكو سوف ترسل نظام »إس ٣٠٠» المضاد للصواريخ الي سوريا خلال أسبوعين وهو الأمر الذي ضغطت إسرائيل »ومعها أمريكا» بكل قوة لمنعه بكافة الوسائل .
علي جانب آخر يبدو الهجوم الأخير علي الحرس الثوري الايراني في منطقة »الاحواز» ذات الأغلبية العربية أكبر من أن يكون ضربة للنظام الايراني أو كشفاً عن هشاشة الوضع الداخلي وتصاعد الصراعات الداخلية والاضطرابات بسبب الاوضاع الاقتصادية أو اضطهاد الاقليات أو السيطرة الفارسية علي باقي العناصر القومية وفي مقدمتها عرب »الاحواز» التي كانت دولة عربية مستقلة حتي ١٩٢٥ حين ضمتها إيران بالقوة .
وحتي الآن لم يكشف عن الفاعل بصورة رئيسية واكتفت طهران بتوجيه الاتهامات لأمريكا وتهديد بعض دول الخليج العربي التي نفت بصورة قطعية أي صلة لها بالحادث وأرجعت اتهامات طهران لها بمحاولتها صرف النظر عن اضطرابات الداخل .
الحادث ليس الأول من نوعه، سبقته أحداث خطيرة في »الاحواز» وتفجيرات طالت حتي مبني البرلمان لكن الظروف الآن تختلف ومخاوف طهران الرئيسية أن تكون أمام تغيير كامل في قواعد اللعبة خاصة حين يكون المستهدف هذه المرة الحرس الثوري الذي يعربد في المنطقة العربية من سنوات ثم يجد الضربة توجه له في عقر داره !!