بقلم : جلال عارف
للمرة الألف يشكو رئيس مجلس النواب الدكتور علي عبدالعال من غياب أعضاء المجلس. قال الرجل بأسي: إن الحضور باهت!! وأشار إلي أن عدد الأعضاء في الجلسة العامة لم يتجاوز الأربعين عضواً حتي الظهر، وأنهم نفس الأشخاص الذين يواظبون علي الحضور في غيبة باقي الأعضاء !!
تكرر الغياب وتكرر التحذير كثيراً، لكن الوضع هذه المرة يختلف، فالمجلس كان يناقش التقرير العام بشأن الموازنة العامة للدولة. وهو أحد المهام الأساسية للمجلس التي تستوجب أن يكون الجميع حاضراً، وأن يكون جاهزاً للنقاش والتصويت، ومستوعباً لكل بنود الموازنة والسياسة العامة التي تحكمها.. ومع ذلك استمر الوضع علي ما هو عليه، واستمر رئيس المجلس يشكو عن الحضور الباهت.. أو الغياب المتواصل !!
الأصل أن العمل النيابي لابد له من التفرغ الكامل. مهمة المجلس في التشريع وفي الرقابة تحتاج لجهد فوق الطاقة حتي يتم انجازها علي الوجه الأكمل. الدولة قدمت الكثير من التسهيلات. ضاعفت من مكافآت الأعضاء، ومنحت العاملين بالدولة منهم إجازات بمرتب كامل. وفرضت القيود حتي لا تتضارب المصالح. لكن ميراث سنوات من الممارسات الخاطئة مازالت آثاره تعمل. وقد سبق أن رأينا في برلمان أحمد عز كيف تم استخدام اللائحة الداخلية لإبطال مواد الدستور والقانون التي تحرّم علي الأعضاء التعامل التجاري مع الدولة منعاً لتضارب المصالح !!
وربما تكون عودة الحياة إلي »المحليات» عاملاً يخفف من عبء تحمل الأعضاء للمشاكل المحلية، ليتفرغوا لمهمتهم الأساسية في وضع التشريعات والرقابة علي السلطة التنفيذية. لكن الأمر سيبقي مرتبطاً بضرورة التفرغ الكامل لعضوية المجلس، مع الحزم الكامل في تطبيق ما يفرضه الدستور والقانون من المراعاة التامة لمنع تضارب المصالح .
بدون ذلك.. سيظل الغياب مستمراً، وسيظل رئيس المجلس يشكو من الحضور الباهت
نقلا عن الآخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع