بقلم: جلال عارف
السيد »جرينبلات» مبعوث الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط وشريك صهره »كوشنر» في التحضير لما يسمونه »صفقة القرن»، تحدث أخيراً في تغريدة بشأن خطة أمريكا في المنطقة مؤكدا أن ما يتردد بأن سيناء ستدخل في هذه الخطة كاذب تماماً .
بالنسبة لنا.. ليس في الأمر جديد. أيا كانت شطحات الإدارة الأمريكية فهي تعرف جيدا ما يعرفه العالم كله. حدود مصر الثابتة عبر العصور هي حدود مقدسة لا يمكن المساس بها من قريب أو بعيد. وسيناء العزيزة التي روتها دماء شهداء مصر مع كل خطر يهدد الوطن، لم تكن يوما »ولن تكون» إلا خط الدفاع الأول عن مصر حيث تقطع كل يد تمتد بالسوء إلي الوطن، أو تحاول أن تدنس ترابه الطاهر .
نستبعد هنا بالطبع حكم الإخوان الفاشي واستعداده للخيانة حيث تهون - في عقيدته- الأوطان وتداس كل القيم من أجل »الجماعة» الخارجة علي الدين والمعادية للوطن. ونستبعد معها كل جماعات »الخوارج»، وعصابات الإرهاب التي حاولت أن تجد لها ملاذا في سيناء، والتي يستكمل جيشنا الوطني مهمة استئصالها من الجذور. هؤلاء كانوا ينشدون المستحيل ويريدون الشر بوطن من أراده بسوء قصمه الله، وسحقه شعب مصر وجيشها .
سيناء تتطهر من رجس هذه العصابات الإرهابية. تتعمد- كما تعودت- علي مدي التاريخ بدماء أعز الشهداء. تشهد الآن أكبر حركة تعمير في تاريخها. بعد أيام نحتفل بعيد سيناء، وسنشهد حجم الجهود التي تبذل لنشر العمران وبناء الحياة في أرض الفيروز .
أما ما يثار عن خطط أمريكية بشأن القضية الفلسطينية، فلا شك أن إدارة ترامب تعرف جيدا الموقف الحاسم لمصر: لا أمن ولا استقرار في المنطقة إلا بالحل العادل لقضية الشعب الفلسطيني، ولا حل للقضية إلا بدولة فلسطينية علي حدود ٦٧ وعاصمتها القدس العربية. كل ما عدا ذلك لا يعني إلا استمرار الصراع وخلق المناخ المناسب لنشر التطرف في المنطقة .
لعلهم في واشنطون يسمعون، قبل أن يقودوا المنطقة إلي الأسوأ