بقلم: جلال عارف
بالأمس تذكرت أياماً كانت السينما التركية تحاول أن تجد مكاناً ولو صغيراً في السوق العربية. وكانت المنافسة شبه مستحيلة مع السينما المصرية وهي في أوج ازدهارها. يومها استعانت السينما التركية بنجوم مصر وكانت النتيجة أن أصبح بعضهم نجوماً معشوقين من جانب الجمهور التركي نفسه .
وحش الشاشة فريد شوقي كان واحداً من أبرز هؤلاء النجوم كان شبه متفرغ لما يقرب من خمس سنوات للأفلام التركية. قام ببطولة نحو خمسة عشر فيلماً شاركه فيها نجوم عرب وأتراك .
تذكرت ذلك بالأمس مع حديث للرئيس التركي أردوغان الذي يبدو أنه يبحث عن أي انتصارات تغطي هزائمه السياسية المتتالية. كان بالأمس يتحدث عن الدراما التليفزيون التركية التي تفوقت علي السينما هناك وسجلت حضوراً مميزاً في الخارج .
كان أردوغان يتباهي بأن المسلسلات التركية أصبحت »ماركة عالمية» يشاهدها ـ كما يقول ـ خمسمائة مليون في ١٥٦ دولة حول العالم، لتصبح الثانية بعد الدراما التليفزيونية الأمريكية، وليصل عائد تصويرها إلي أكثر من ٣٥٠ مليون دولار .
واللافت للنظر أن أردوغان يضع ذلك ضمن إنجازات حزبه الإخواني »العدالة والتنمية» ويقول إن قيمة الدعم الذي تم تقديمه لنشر الدراما التليفزيونية التركية تضاعف خمسين مرة خلال الخمسة عشر عاما الأخيرة، في تأكيد علي الاهتمام بالقوي الناعمة التي تروج لتركيا وتخدم أهدافها في المنطقة والعالم !
ما تفعله تركيا، تفعله قوي عديدة بالمنطقة، وتستعد له قوي أخري .
الكل يقاتل من أجل التواجد والتأثير. والكل يدرك خطورة الثقافة والفن وكل ما يمكن أن يدخل في إطار »القوة الناعمة». ورغم التنافس الشديد تبقي مصر قادرة علي احتلال المقدمة حين تحسن استثمار ثرواتها الإبداعية، وحين يعود الوعي بأن الدراما التليفزيونية »مثل كل فن رفيع» لا يتم إنتاجها لتصبح فقط مجرد فواصل بين طوفان الإعلانات