بقلم - جلال عارف
قرار هام اتخذه الأردن الشقيق . أعلن الملك عبدالله الثاني إنهاء العمل بملحقين لاتفاقية السلام مع الكيان الصهيوني »اتفاقية وادي عربة» يختصان بمنطقتي »الباقورة» و»الغمر» الأردنيتين. حــيــــث كـــــــان الأردن قـــد وافــــق ـــ بمقتضي الاتفاقية وملاحقها ـــــ علي تأجير أراضي المنطقتين لإسرائيل لمدة خمسة وعشرين عاما تنتهي العام القادم، ويتم تجديد الاتفاق تلقائيا إلا إذا أبدي أحد الطرفين الرغبة في عدم التجديد قبل عام من نهاية الاتفاق. وهو ما قام به الأردن حيث أبلغ الإسرائيليين رسميا بقراره استعادة الأرض في الموعد القانوني .
القرار جاء انعكاسا لإرادة شعبية عارمة، وتأكيدا علي تمسك الأردن الشقيق بممارسة سيادته الكاملة علي كامل التراب الوطني. وكانت إسرائيل قد حاولت أثناء مفاوضات وادي عربة ضم هذه الأراضي أو استبدالها بأراض أخري. لكن الأردن تمسك بحدوده الدولية، وأقرت إسرائيل بالسيادة الأردنية علي هذه المناطق .
وربما كانت إسرائيل تراهن علي أن التحديات الكبيرة التي يواجهها الأردن الشقيق سوف تتيح لها تجديد الاتفاقية معه علي هذه المناطق بسهولة. لكن صمود الأردن في وجه المصاعب الهائلة في الفترة الماضية جعلته أكثر تمسكا بحقوقه الوطنية وبقراره الذي يتوافق مع مصالح الأردن المرتبطة أشد الارتباط بقضايا أمته العربية وفي مقدمتها قضية فلسطين.
يتحمل الأردن تحديات الأوضاع الصعبة في المنطقة، والصغوط التي تمارس عليه من أجل تمرير صفقة القرن المشبوهة والتي تريد تنفيذ مخططات إسرائيل بما فيها وهم تحويل الأردن إلي وطن فلسطيني بديل. يقف الأردن في وجه العاصفة. قراره الأخير باستعادة أراضيه في »الباقورة» و »الغمر» وممارسة سيادته الكاملة عليه هو حق شرعي له، وهو تأكيد علي أنه ماض في الصمود أمام الضغوط التي تستهدف الحق العربي، وتريد تصفية قضية فلسطين علي حساب شعبها والعرب. الدعم العربي للأردن مطلوب. إسرائيل لم تستسلم بسهولة. ستقاوم بشراسة حتي لا تفقد »سمعتها» التي بنتها بجهود فائقة كدولة لا تحترم القانون أو الشرعية !!
نقلا عن الاخبار
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع