بقلم - جلال عارف
لن تكون استراليا هي الدولة الأخيرة التي تسير علي خطي الرئيس ترامب بشأن القدس، إذا لم يكن في مواجهتها موقف عربي حاسم يعرف كيف يحمي زهرة المدائن من هذه الهجمة المجنونة.
أمريكا لم تكتف بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إلي هناك. وإنما تمارس كل الضغوط الممكنة لكي تقنع الدول الأخري بقرارها المخالف للشرعية الدولية، والذي ينسف أسس السلام العادل الذي يسعي العالم لإقراره.
صحيح أن استراليا حاولت التخفيف من خطورة قرارها، فأعلنت تأجيل التنفيذ (وهو ما فعلته أمريكا من قبل!!) وأكدت أن اعترافها هو بالقدس الغربية فقط عاصمة للكيان الصهيوني، مع الحديث عن »تطلعات» الفلسطينيين لدولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.. لكن ذلك لا ينفي خطورة القرار، ولا يبعد الخطر عن المدينة العربية المقدسة.
لقد خالفت استراليا كل القوانين الدولية. وموقفها - رغم محاولات التجميل - لا يعترف بدولة فلسطين، ولا بالقدس الشرقية العربية عاصمة لها، ويكتفي بالحديث عن »تطلعات»، ولا يقول كلمة عن الاحتلال الصهيوني وجرائمه المستمرة ضد شعب فلسطين.
أما محاولات التجميل الفاشلة فترجع إلي الضغوط التي مارستها دولة أندونيسيا علي الحكومة الاسترالية، وحرص الأخيرة علي علاقات اقتصادية هائلة ومتنامية مع اندونيسيا ثم مع ماليزيا.
وتبقي الحاجة لموقف عربي حاسم يتجاوز بيانات التنديد، موقف ينسق مع الدول الإسلامية ودول العالم المؤيدة لحقوق الشعب الفلسطيني، والحريصة علي أن تظل القدس رمزا للسلام، وألا تحيلها هذه القرارات الحمقاء والمنحازة إلي نقطة انطلاق لصراع ديني لن يسلم أحد من نيرانه.
لابد أن تدرك استراليا (وأي دولة تسير علي هذا النهج) أن القدس العربية خط أحمر. وأن الانحياز لإسرائيل والاعتراف بدعاواها الزائفة في المدينة المقدسة سيكون له ثمن فادح تدفعه من مصالحها قبل أي شيء آخر.
الرد الحاسم مطلوب، ليعرف العالم كله أن القدس خط أحمر .
نقلا عن الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع