بقلم: جلال عارف
هل يرتفع صوت الفنانين العرب ضد هذا الانتهاك السافر للقوانين الدولية الذي تقوم به إسرائيل وهي تستغل حدثاً فنياً مثل مسابقة الغناء الأوروبية الشهيرة »يورو فيجن» للدعاية لها ولترسيخ استعمارها للأرض الفلسطينية وسيطرتها علي القدس العربية؟!
أخطأت أوروبا لاشك حين منحت إسرائيل حق استضافة مسابقة الغناء الشهيرة في تل أبيب، وحين جعلت موعد المسابقة يتوافق مع ذكري »النكبة» التي تم فيها اغتصاب الأرض الفلسطينية قبل ٧١ سنة.
لكن ضمير الفنانين والمثقفين الكبار في أوروبا يعرف الحقيقة ويرفض تزوير التاريخ أو مكافأة الاستعمار. المثقفون والفنانون في فرنسا أصدروا بياناً نددوا فيه بانعقاد هذه المسابقة الفنية في دولة تمارس الفصل العنصري »الأبارتهيد» وتقتل الصحفيين والأطفال. وأشاروا إلي أن المسابقة تقام في حي »رامات» بتل أبيب الذي أقيم علي أنقاض قرية عربية »قرية الشيخ مؤنس» تم تدميرها وتشريد أهلها العرب عام ١٩٤٨.
وقبل ذلك وقع فنانون بريطانيون علي بيان مماثل يدعو »بي.بي.سي» لعدم نقل الحفلات من تل أبيب، ويؤكدون إدانتهم لمحاولة استخدام الفن للتغطية علي ما يتم من انتهاكات لحقوق الشعب الفلسطيني.
إنهم يستخدمون كل الأدوات لترسيخ استعمارهم وللتغطية علي جرائمهم وهم يستعدون لفصل جديد من المأساة مع ما يتم تدبيره تحت عنوان »صفقة القرن» التي بدأت بالفعل بالقرار الأمريكي غير الشرعي حول القدس.
المثقفون والفنانون في أوروبا يرفضون أن يكون الفن في خدمة الاستعمار وضد حقوق شعب فلسطين.. هل نسمع جيداً »ويسمع العالم معنا» صوتاً مدوياً من الفنانين والمثقفين العرب ؟