بقلم - جلال عارف
أثناء جولته في دول المنطقة، قال وزير الخارجية الأمريكية »بومبيو» إن أمريكا ستواصل حربها علي »داعش» بعد الانسحاب من سوريا، وبعد أيام كان الدواعش يضربون في مدينة »منبج» لأول مرة منذ فترة طويلة، وكان أربعة من الأمريكيين بين الضحايا بينما حلفاء أمريكا من العصابات الإرهابية ومن أعوان تركيا يبذلون الجهد لإعادة الحيوية لبقايا داعش التي تتوسع مرة أخري.. ربما تمهيدا لوضع الشمال السوري تحت السيطرة التركية تحت زعم تحويل المنطقة إلي منطقة عازلة!!
وفي نفس الجولة أكد الوزير الأمريكي »بومبيو» أن بلاده ستواصل الضغط علي إيران لسحب جنودها من سوريا، ولكن ذلك سيتم بالوسائل الدبلوماسية!! وسارع رئيس وزراء الكيان الصهيوني »نتنياهو» بالتعليق علي ذلك، بأن لأمريكا العمل الدبلوماسي، ولإسرائيل العمل العسكري!!
والآن تتصاعد الغارات الجوية الإسرائيلية علي المواقع السورية بزعم أنها تضرب القوات الإيرانية، بينما الهجوم علي مطار دمشق والضحايا من السوريين وفقا لبيانات الجانب الروسي الذي يأخذ علما بالغارات الإسرائيلية مقدما حتي لا تحدث أخطاء في التقديرات.. في سماء أصبحت تزدحم بكل الفرقاء المتحاربين علي الأرض السورية!!
هل كان هذا هو المطلوب من عملية خلط الأوراق التي تديرها الولايات المتحدة.. والتي لا تقتصر علي سوريا وحدها، بل تمتد لباقي مناطق الاشتعال في المنطقة التي لا تتوقف فيها الحروب والصراعات؟!
باليقين.. لا أمريكا ولا إسرائيل ستدخلان في حرب ضد إيران!! وباليقين.. لن تتخلي أمريكا عن أردوغان، ولن يتخلي أردوغان عن حلفائه من العصابات الإرهابية وإن غيرت أسماءها.. من الإخوان للدواعش، ومن النصرة لتحرير الشام!!
ومن اليقين أيضا أن إيران من جانبها لن تتوقف عن جهودها لمد النفوذ في المنطقة إلا إذا أدركت أن ذلك سيكون عبئا لا تستطيع أن تتحمل نتائجه!!
الشيء الوحيد المؤكد أن كل هذه القوي تتوافق علي استمرار الغياب العربي، لأنهم يدركون أن الحضور العربي لا يمكن أن يتم بمخططات تستبدل بالعروبة صراعا بين السنة والشيعة، ولا تريد أن تفهم أن الصراع ضد أطماع إيران لا يوقف مطلقا الصراع الأساسي ضد الاحتلال الصهيوني أو التآمر الأردوغاني!!
سلمت سوريا لشعبها، ولعروبتها.
نقلا عن الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع