بقلم - جلال عارف
أثق تماماً أن نجمنا محمد صلاح سيتجاوز بسرعة آثار ماحدث في نهائيات كأس العالم.. صلاح بشخصيته القوية والمنضبطة، وبمحبة الملايين في مصر وخارجها، قادر علي عبور مشاعر الحزن علي المستوي الذي ظهر به المنتخب المصري في المونديال، خاصة وهو أكثر من يعرف أننا كنانستحق الأفضل، وكنا قادرين علي تحقيقه!
لكن صلاح يعرف ايضا انه ليس المسئول عما حدث. بل انه فعل المستحيل لكي يلحق بالمونديال بعد الاصابة الغادرة في نهائي أبطال اوروبا.
وهو يعرف -كما نعرف جميعاً- كم كان غيابه مؤثراً في المباراة الأولي، وكيف شارك بعد ذلك قبل أن يكون جاهزاً مائة في المائة، واستطاع أن يسجل هدفي مصر في المونديال.
وصلاح يعرف أنه ليس مسئولاً عن الفوضي الادارية التي لازمت المنتخب في فترة الإعداد، ثم انفجرت اثناء المونديال في مشاكل متعددة، وفي أجواء أضاعت التركيز، وفي تصرفات أدت إلي الاساءة لسمعة مصر، وإلي محاولة توريط صلاح نفسه في قضايا كان ينبغي أن نكون نحن أحرص من يبعده عنها!!
وصلاح يعرف أنه ليس مسئولاً عن جريمة تصدير الفوضي إلي الكرة المصرية في الشهور الحاسمة قبل المونديال. ويكفي فقط أن نري كيف تحول عبدالله السعيد من أحسن لاعب في الموسم الماضي إلي هذا الشبح الذي رأيناه في المونديال، لندرك أن الأمر كان مدبراً ومقصوداً!!
وصلاح يعرف أن قيادته للمنتخب سوف تساعد علي انجاز الاصلاح المطلوب والضروري لمنظومة الكرة في مصر. حين تكون هناك إدارة تليق بطموحات مصر الرياضية، وتكون هناك عزيمة علي ضرب كل عناكب الفساد والسمسرة والفهلوة التي لاتريد أن تغادر مواقعها، فإن الظروف ستكون متاحة أمامنا ليكون لدينا المنتخب الذي يقدر أنه يحمل اسم مصر ويجد لاعبوه في صلاح.. القدوة والمثال.
أتذكر صلاح في مباراة التأهل للمونديال، والحزن يكاد يقتله حين مني مرمانا بهدف التعادل وأصبحنا مهددين باستمرار الابتعاد عن المونديال لسنوات أربع أخري.
وأتذكر كيف عاد بعد ثوان يطلب العون من الجمهور، ويبث الحماس في الزملاء، وكيف كان بعد ثوان أخري يسدد بكل هدوء وثبات- ضربة الجزاء التي أوصلتنا للمونديال بعد غياب طويل.
سيعبر صلاح أزمة المونديال كما عبر أزمات سابقة.. مسئولية ستكون أكبر في اعادة بناء منتخب مصر. محبتنا له ستكون أكبر، ودعمنا له بلاحدود ليكون وريث العظماء في صدارة نجوم العالم.
نقلا عن الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع