بقلم - جلال عارف
الصورة معبرة أصدق تعبير جنود الاحتلال الاسرائيلي يطرحون القس القبطي أرضا في إطار الاعتداء الآثم علي رجال الدين التابعين للكنيسة الارثوذكسية المصرية وهم يحتجون سلميا علي محاولات اسرائيل المساس بحقوق الكنيسة المصرية الثابتة في ملكية »دير السلطان» بالقدس العربية.
والمشهد يجسد ـ قبل أي شيء ـ زيف الادعاءات الاسرائيلية في حماية الأماكن المقدسة، ويؤكد علي حقيقة أن الاحتلال الاسرائيلي هو أخطر ما يهدد حرية العبادة في المدينة المقدسة التي تتعرض لمحاولات مجنونة لا تتوقف تحاول تهويدها، وتريد استبعاد كل ما هو عربي عنها.
والمشهد أيضا يشير إلي أن الاحتلال الاسرائيلي مازال مصرا علي تجاهل حقائق التاريخ، وعلي ضرب عرض الحائط بالقانون الدولي وبأحكام القضاء، بما فيها القضاء الاسرائيلي نفسه الذي أصدر أحكاما نهائية بملكية الكنيسة المصرية لدير السلطان منذ عام ١٩٧٠، ومع ذلك فمازالت اسرائيل ترفض أن تمثل للقانون، وتحاول التستر وراء خلاف مفتعل مع الاخوة في الكنيسة الاثيوبية لكي تبسط سيطرتها علي »الدير» بموقعه الحيوي الملاصق لكنيسة القيامة.
الخارجية المصرية أسرعت بالتدخل وتم الافراج عن القس المصري مكاريوس، لكن الملف لا يمكن ان يغلق إلا بإحقاق الحق وتنفيذ أحكام القضاء، وإنهاء المحاولات المستميتة للاستيلاء علي الدير القبطي الثابتة ملكيته للكنيسة المصرية.
البابا تواضروس اكد علي حقيقة أن الكنيسة الاثيوبية كنيسة شقيقة، ولا نحب ان يكون هناك موضوع يعكر العلاقات معنا.
وأكد علي أهمية حل الامور بصورة عقلانية وهادئة بدون متاعب وبدون الإضرار بأي أحد.
نشارك جميعا البابا تواضروس فيما تمناه، ونرجو ان يدرك الجميع ان المستفيد الوحيد من الأزمة اسرائيل. وأن يكون مشهد اعتداء جنود اسرائيل علي رهبان الكنيسة المصرية وهم يدافعون عن »دير السلطان» تذكيرا للعالم بمصير القدس تحت الاحتلال الصهيوني!!
نقلًا عن الاخبار
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع