بقلم - جلال عارف
أخيرا ألقي الرئيس الأمريكي خطاب الاتحاد السنوي الذي يقدم فيه كشف حساب العام إلي الأمة.. والذي كان مقررا أن يلقيه في الشهر الماضي لكنه تأجل بقرار من رئيسة مجلس النواب »بيلومي» في اطار الصراع القائم بين الحزبين الرئيسيين »الجمهوري والديمقراطي» الذي أدي الي أزمة اغلاق بعض المؤسسات الحكومية الأمريكية لفترة تجاوزت خمسة أسابيع!!
لم يأتي ترامب بجديد في خطابه. اكد علي سياساته الداخلية والخارجية وأبرز النجاحات التي حققها خاصة في الجانب الاقتصادي، وتمسك بمواقفه وخاصة فيما يتعلق بالجدار العازل الذي يصر علي بنائه، وهو ما يعني أن الانقسام السياسي في أمريكا مستمر، وأن الأزمة بين الحزبين إلي تصاعد، وأن علينا أن نشهد فترة من الأوضاع المرتبكة.. خاصة مع إشارة ترامب من جديد الي »سخافة» التحقيقات بشأن التدخل الروسي واستعداد مجلس النواب ـ علي الجانب الآخر ـ للتصعيد ضده لأقصي حد فور صدور نتائج هذه التحقيقات!!
واذا كان خطاب ترامب لم يأت بجديد، فإن مجلس الشيوخ كان لديه الجديد الذي استبق به خطاب الرئيس ففي إحدي قاعاته جلس قائد القيادة المركزية الامريكية في الشرق الاوسط »الجنرال فوتيل» أمام اللجنة المختصة بالشئون العسكرية ليقول إن الرئيس ترامب لم يستشره بشأن الانسحاب من سوريا »!!» مؤكدا أنه رغم أن داعش لم تعد تسيطر إلا علي مساحة صغيرة لاتتجاوز 20 ميلا من الاراضي السورية، إلا أن خطر استعادتها لقوتها يظل ماثلا.
وعلي نفس الخط سار مجلس الشيوخ نفسه وهو يصدر قرارا يعارض فيه قرار ترامب بالانسحاب من سوريا وافغانستان. محذرا من هذا »الانسحاب المتهور» الذي يسمح للتنظيمات الارهابية بإعادة حشد صفوفها، والذي يخلق مواقع فراغ يمكن ان تتقدم روسيا وايران لشغلها.
والمشكلة بالنسبة لترامب هنا، أن مجلس الشيوخ بأغلبيته الجمهورية لم يعد قراره مضمونا إلي جانبه »!!» وأن أكثر من نصف الجمهوريين في المجلس صوتوا ضد قرار »الانسحاب المتهور» الي جانب الديموقراطيين. وهو ما يجعله يتحسب في خطواته القادمة.. فيفكر ألف مرة قبل ان يتخذ قرارا مثل اعلان الطوارئ لكي يبني جداره العازل ويفكر مليون مرة في عواقب التحقيقات التي يصفها بأنه »سخيفة» بشأن التدخل الروسي لمساعدته في الانتخابات، وأن يكون متأكدا بأنه سيكون وحده إذا أدانته التحقيقات!!
نقلا عن الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع