بقلم - جلال عارف
في ظهور نادر، عقد المحقق الأمريكي الشهير »روبرت مولر» مؤتمرا صحفيا لم يستغرق إلا بضع دقائق تحدث فيه عن انتهاء مهمته كمحقق خاص في قضية التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ثم أعلن استقالته.
لم يكد »مولر» ينهي مؤتمره الصحفي القصير، حتي كان ترامب يغرد علي تويتر القضية أغلقت.. شكراً، فهل أغلقت القضية بالفعل، أم أننا أمام فصل جديد فيها قد يكون الأخطر؟!
في حديثه اختار »مولر» ألفاظه بعناية تليق بقانوني، مخضرم.. كرر موقفه الذي جاء بتقريره الشهير عن القضية. في الجانب الخاص بالتدخل الروسي أكد وقوع التدخل بهدف التأثير في الانتخابات، ولم يبريء ترامب تماما بل أرجع الأمر لعدم كفاية الأدلة!!
وفي الجانب الأخطر، والمتعلق بعرقلة العدالة. أوضح »مولر» انه ليس في سلطته توجيه الاتهام للرئيس. وأن القانون لا يسمح بملاحقة الرئيس جنائيا طالما بقي في منصبه، لكنه ترك الباب مفتوحا للمحاسبة السياسية من جانب الكونجرس الذي يملك وحده حق مساءلة الرئيس وربما عزله.
ترامب سارع بالمطالبة بإغلاق الملف، والجمهوريون يؤيدونه في ذلك، بينما الديمقراطيون منقسمون.. حيث يطالب البعض في بدء اجراءات محاسبة الرئيس، بينما يشكك الآخرون في جدوي ذلك بسبب احتفاظ الجمهوريين بالأغلبية في مجلس الشيوخ، ويرون أن ترامب قد يستفيد من ذلك في الانتخابات القادمة في حشد مؤيديه والظهور بمظهر من يطارده الديمقراطيون بسبب نجاحاته.. وليس بسبب مخالفة القانون!!
من ناحية أخري، ورغم استقالة »مولر».. فإن هناك العديد من القضايا التي سبق احالتها للقضاء، والتي ستستمر اجراءاتها حتي النهاية. وهي قضايا تتعلق في معظمها بالذمة المالية والتهرب من الضرائب والفساد المالي.
لم يغلق الملف كما يأمل ترامب، لكن الأرجح أنه لن يكون حاسما في انتخابات الرئاسة القادمة إلا إذا حدثت مفاجآت تضرب كل التوقعات
نقلا عن الاخبار القاهريةالمقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع