بقلم - جلال عارف
لا أفهم في الحقيقة سر إصرار البعض علي ترديد أكذوبة أن المصريين لا يحبون العمل !!
لا أعرف هل هو الجهل، أم الغرض، أم الاثنان معا ؟!
ولكن الحقيقة البسيطة تقول إن هذا شعب تعود علي الشقا من أجل أن تكون الحياة أفضل، وتعود علي أن يأكل لقمته مغموسة بعرق الجبين .
وأن الأصل لديه هو أن العمل حق وواجب في نفس الوقت .
لا أعرف لماذا تستمر محاولات إلصاق صفة الكسل بشعب كان علي الدوام صانعا للحضارات وبانيا للتقدم. وحتي لا نوغل كثيرا في التاريخ فإنني أمام الشعب الذي تحدي كل الظروف ليبني السد العالي وليقيم قلاع الصناعة. وهو الشعب الذي حفر قناة السويس القديمة، وهو الذي استردها من سارقيها، وهو الذي بني الفرع الجديد متحديا الظروف والزمن، ومقدما درسا جديدا في القدرة علي الإنجاز.
لا أعرف كيف يتجرأ البعض علي الحديث عن غياب القدرة علي العمل والإنجاز عن شعب يخوض منذ سنوات حربا بلا هوادة علي إرهاب منحط تدعمه قوي خارجية، ويخوض - في نفس الوقت- معركة للبناء يحاول فيها تعويض ما فعله حزب الفساد علي مدي أربعين عاما، وما ارتكبه من جرائم في حق هذا الوطن .
المشكلة ليست في غياب ثقافة العمل، وإنما في افتقاد النموذج الطيب والإدارة السليمة والرؤية المتكاملة. عندما يتوفر ذلك - كما في حربنا ضد الإرهاب وفي مشروعاتنا القومية - يبذل الجميع كل الجهد، ولا يبخلون بالعرق والدم والحياة إذا استلزم الأمر .
فلنفتح كل الأبواب أمام شبابنا، ولنضرب الفساد والمحسوبية، ولتكن الكفاءة وحدها هي معيار التقدم، وسنجد أمامنا شبابا أفضل مما كنا عليه في أجيال سابقة أكثر علما وأشد التصاقا بالعصر ورغبة في التقدم .
هؤلاء هم القادرون علي بناء مصر وتعويضها عن سنوات التراجع حين تحكمت عصابات الفساد، وسادت قيم الفهلوة والسمسرة، وتحالفت مع تجار الدين لكي يسبغوا الشرعية علي محاولتهم سرقة وطن بأكمله .
لا تستمعوا لمن يريدون إهانتنا بالحديث عن أجيال لا تعمل.. شبابنا أفضل من يبذل العرق ويجود بالتضحيات. فلنوفر له الظروف ليثبت من جدير أنه الأفضل .
نقلا عن الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع