بقلم - جلال عارف
الأنباء الأولي عن النتائج الإيجابية للمفاوضات المكثفة بين قوي الحراك الشعبي السوداني والمجلس العسكري أعقبتها هذه الهجمة المشبوهة علي المتظاهرين المعتصمين سلمياً أمام مبني القيادة العسكرية. سقوط الضحايا »ومن بينهم ضابط» وإصابة ما يقرب من مائة بجروح مختلفة يبدو وكأنه محاولة مستميتة لقطع الطريق علي أي توافق وطني ولإشعال الفتنة وجر البلاد للفوضي .
لكن وعي أطراف الحراك من أجل التغيير »المدنية والعسكرية» كان فيما يبدو مستعداً لمثل هذه التحركات وقادراً علي ضبط النفس وإدارة الأزمة نحو الحل المنشود .
ما تم إعلانه ـــــ حتي لحظة كتابة هذه السطور ــــــ إيجابي للغاية ويجسد الشعور بالمسئولية عند الجميع. كما أعلن تم حل أكثر من ٩٠٪ من المشاكل المعلقة . وتم الاتفاق علي أن تكون الفترة الانتقالية مدتها ثلاث سنوات وعلي توزيع المهام والمسئوليات علي الحكومة والمجلس السيادي والهيئة التي تتولي التشريع خلال الفترة الانتقالية .
والمهم أن ما تم التوافق عليه يعني المزيد من الثقة بين أطراف التفاوض ويعني أن تتولي قوي التغيير المسئولية وأن ينعكس ذلك في تعاون كامل بين القيادة العسكرية وقيادة القوي المدنية التي تعبر عن قوي الثورة وإرادة التغيير .
والأمل أن تتغلب هذه الروح علي المشاكل القليلة المتعلقة وأهمها تشكيل المجلس السيادي. فالوقت يداهم الجميع. والفترة الانتقالية لابد أن تبدأ فوراً، والأهم أن تبدأ بتفاهم كامل وثقة متبادلة بين الأطراف الاساسية التي ستتحمل العبء الثقيل في إدارة المرحلة الانتقالية.. مع ميراث ثلاثين عاماً من عربدة الإخوان والفساد المتواصل الذي نهب ثروات البلاد وقتل الحياة السياسية ووضع السودان في قلب الأزمة .
دم الضحايا الذين سقطوا بالأمس في ميادين العاصمة السودانية سيكون القصاص الحقيقي له هو استكمال التوافق بين قوي التغيير.. لتبدأ مهمة الإنقاذ ومعها الحساب علي جرائم ثلاثين عاماً مازالت تحاول وضع العراقيل أمام السودان الجديد
نقلا عن الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع