توقيت القاهرة المحلي 07:29:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تعليم يوحد .. ويطلق طاقات الإبداع !!

  مصر اليوم -

تعليم يوحد  ويطلق طاقات الإبداع

بقلم : جلال عارف

 كان أول من نبهني إلي هذه القضية المهمة هو المجاهد الوطني الراحل فتحي رضوان. كنا نتحدث عن الفترة التي تولي فيها المسئولية الوزارية عن الشئون الثقافية في أعقاب ثورة يوليو.. وللرجل انجازاته الرائعة في هذا المجال. لكن ما لفت نظري أنه كان يولي أهمية كبيرة لتطور أساسي حدث في التعليم في تلك الفترة وكان له تأثيره المهم علي كل شيء في مصر.. وفي المقدمة كان تأثيره علي الثقافة في عصر نهوضها .

كان فتحي رضوان يعطي كل الأهمية لقرار توحيد التعليم الأساسي مع إقرار المجانية، ويعتبر ذلك واحداً من أهم انجازات ثورة يوليو في هذه المرحلة .

التجربة أثبتت بعد ذلك أن أساس المواطنة يتدعم من خلال مؤسستين محوريتين هما مؤسسة التعليم، ومؤسسة القوات المسلحة، في هاتين المؤسستين تحقق الاندماج الكامل بين فئات المجتمع، والمساواة الكاملة بين كل المواطنين. وفيهما غرست القيم الوطنية الأصيلة التي أثمرت أجيالا لا تعرف انتماء إلا للوطن، ولا تؤمن بفضيلة قدر فضيلة العلم، ولا تترك مكاناً للتعصب أو الكراهية أو الجهل المبين! !

احتفظت القوات المسلحة بقيمها، وظلت مدرسة للوطنية والمواطنة، وحصناً يحفظ الدولة من كل الأخطار.. بينما كان انهيار التعليم طعنة حقيقية لقيم المواطنة، وتجسيداً لما أصاب مصر في سنوات التراجع .

أصبح لدينا -في الحقيقة- أكثر من مصر. أقام الأغنياء مدارسهم وجامعاتهم ومستشفياتهم ومنتجعاتهم، وتركوا للفقراء ومحدودي الدخل أن يبحثوا عن النجاة بعد أن تخلت عنهم الدولة. أصبح عليهم -في التعليم- أن يتعذبوا في مدارس خاوية، ودروس خصوصية تقصم تكلفتها الظهور أو أن يذهبوا إلي جماعات تنشر التطرف من مدارس الحضانة إلي الجامعة بتمويل معلوم أو مشبوه، وبأفكار تقود إلي انتاج أجيال تخاصم العقل وتتنكر للوطن ولا تعرف شيئاً عن العصر أو المستقبل.

أي إصلاح حقيقي للتعليم لن يتم في ظل وجود 16 أو 17 نوعاً من التعليم»‬!!» ولا بمدارس تؤكد علي الانقسامات في المجتمع بدلاً من أن تكون وسيلة لتوحيد الكل تحت سماء وطن واحد. الاصلاح يتطلب أن يكون نظام التعليم قادراً علي بناء الشخصية المصرية، وتوفير الفرص المتكافئة أمام كل الأبناء وتوفير البيئة التي تطلق كل طاقات الإبداع لدي أطفالنا، وتنقلهم من أسر الحفظ والتلقين إلي رحابة العقل ونعمة التفكير .

.. ويبقي الحوار مطلوباً حتي يكون إصلاح التعليم قضية المجتمع كله، وليست رؤية تتغير بتغير الوزراء كما كان الأمر من قبل .

نقلا عن الآخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تعليم يوحد  ويطلق طاقات الإبداع تعليم يوحد  ويطلق طاقات الإبداع



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon