بقلم - جلال عارف
مفاجآت الإدارة الأمريكية تتوالي علي الفلسطينيين. إدارة ترامب لا تنتظر »صفقة القرن» الموعودة، ولكنها تستبق الأمور وتفرض الأوضاع التي تريدها.. أو التي يريدها غلاة اليمين الصهيوني الحاكم في إسرائيل، والمسيطر في واشنطن!
الحديث لا ينقطع عن »الصفقة» التي تقيم العدل وتنشر السلام، والقرارات لا تتوقف من الإدارة الأمريكية وكلها تقول إن الهدف ليس الحل العادل، بل التصفية الكاملة لقضية يعرف العالم كله أن نهايتها لن تكون إلا بإقامة الدولة الفلسطينية وعودة الحقوق المشروعة لشعبها العربي.
بعد القرار الأحمق بنقل السفارة الأمريكية إلي القدس، وبعد الحرب المعلنة علي منظمة غوث للاجئين »الأونروا» بهدف شطب حق العودة وحقوق الملايين من اللاجئين الفلسطينيين في وطنهم. وبعد محاصرة السلطة الفلسطينية وتجويع سكان غزة، والتآمر ـ مع كل القوي العميلة مثل قطر ـ من أجل ضرب كل محاولات إنهاء الانقسام، والسعي لتحويل القضية إلي قضية إنسانية يتم حلها ببعض المساعدات وبتوفير الطعام وليس باستعادة الوطن.. بعد كل ذلك تستمر الإدارة الأمريكية في تنفيذ مخططاتها مستغلة الأوضاع في المنطقة، ومراهنة علي استمرار سقوط القيادات الفلسطينية في خدمة مخططات الأعداء باستمرار الانقسام الكارثي!!
في آخر تحركات الإدارة الأمريكية.. يتم تسريب أنباء عن وسائل سرية من ترامب للرئيس أبومازن يحملها مبعوثون غير رسميين، وتكرار الكلام الذي لا قيمة فعلية له علي أرض الحقيقة (!!).. الرسائل الأمريكية ـ كما قيل ـ تعد أبومازن بـ »مفاجآت رائعة» إذا عاد للتفاوض وتعامل بإيجابية مع »صفقة القرن» الموعودة!!
في نفس الوقت، كانت الإدارة الأمريكية تتخذ خطوة أخري تؤكد انحيازها لكل مزاعم إسرائيل، وحرصها علي استكمال تهويد القدس. حيث قررت إلحاق القنصلية الأمريكية بالقدس والتي كانت تتعامل مع الفلسطينيين، وإلحاقها بالسفارة الأمريكية التي تم نقلها إلي القدس ليكون ذلك تأكيداً جديداً علي أن المطلوب هو استكمال تهويد القدس، وإنهاء الرهان علي الدولة الفلسطينية.
القنصلية الأمريكية عمرها أكثر من ١٧٠ سنة، وافتتحت منذ البداية علي أنها »القنصلية الأمريكية في فلسطين».. وجودها كان اعترافاً إضافياً بعروبة القدس وفلسطين. إلغاؤها ليس مجرد خطوة إدارية كما تزعم الخارجية الأمريكية. إنه خطوة لتنفيذ المخطط الصهيوني الذي تتبناه واشنطن وتنفذه إدارة ترامب.
كل »المفاجآت الطيبة» التي يعد بها ترامب الفلسطينيين ستكون من هذا النوع، وعلي نفس الطريق.
نقلا عن الاخبار
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع