بقلم : جلال عارف
ثقتنا كاملة في قدرة قواتنا المسلحة علي دحر الإرهاب وتأمين الوطن من كل المخاطر التي تجتاح المنطقة. نعرف أن المهمة ليست سهلة، لكننا نعرف أيضا أن جنودنا البواسل قادرون علي حسمها في أقصر وقت وبأقل الخسائر الممكنة.
العملية الشاملة »سيناء ٢٠١٨» ليست استمرارا لحربنا ضد الإرهاب التي تدور في سيناء. إنها نقطة مفصلية في هذه الحرب، وأيضا في الحرب الأشمل التي تستهدف مصر وتريد استنزاف قوتها ووقف نهوضها.
لم تعد القضية هي التصدي لجماعات الإرهاب والحد من عملياتها، وانما المطلوب - بكل حسم- هو استئصال بؤر الإرهاب تماما من أرض مصر.
في الشهور الماضية كنا أمام اختبار هائل بقاء هذه البؤر »حتي ولو كانت صغيرة»، كان يمثل نقطة ارتكاز لأعداء مصر. التطورات في العراق وسوريا أفرزت تطويرا لمخططات الاعداء. ومحاولة جديدة لدفع العائدين من سوريا لمحاولة التمركز في نقاط جديدة كانت سيناء من ناحية وليبيا من ناحية أخري ضمن أبرز أهدافها.
»سيناء ٢٠١٨» كانت الرد الحاسم بأن مصر لن تسمح مطلقا بذلك، وأنه قد آن الأوان لاستئصال كل بؤر الإرهاب.. الاستئصال وليس فقط المواجهة.
من هنا كان لابد أن تأخذ العملية الشاملة وقتها، خاصة مع الحرص علي سلامة المدنيين، ومع الحرص أيضا علي ألا يتوقف العمل في مشروعات التنمية التي تجري علي أرض سيناء والتي اعلن الرئيس السيسي بالأمس أن تكلفتها تتجاوز ٢٧٥ مليار جنيه من عرق المصريين وكدهم المطالبين بتسديد القروض التي حصلنا عليها لاتمام هذه المهمة الوطنية لتحويل سيناء مع القناة إلي الإقليم الأهم اقتصاديا لمصر في أقرب وقت ممكن.
يعرف رعاة الإرهاب الآن أن مصر لن تكون أبدا بلدا تستوطنه عصاباتهم. ويعرف من يريدون استنزاف مصر وتعطيل قدراتها علي البناء أن مصر تدرك أن المجتمع المتقدم المزدهر هو القادر علي حماية نفسه. ويعرف من يستهدفون مصر حتي يستبيحوا المنطقة العربية بكاملها ان مصر قادرة تماما علي قطع كل يد تمتد إليها بالسوء، أو تهدد مصالحها، أو تمس أمنها.. ولعل أحدا لا يخطئ الحساب !!
نقلا عن الاخبار القاهريه