بقلم - جلال عارف
بالتأكيد.. لم يقرر رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو حل البرلمان »الكنيست» وإجراء انتخابات مبكرة في ابريل القادم، بسبب حكاية الخلاف مع بعض الأحزاب الدينية حول قانون تجنيد المتطرفين اليهود والذين يرفضون الخدمة العسكرية.
قرار نتنياهو يأتي وسط عاصفة من المشاكل التي تواجهه. وأهمها احتمال توجيه الاتهامات رسمياً إليه بالفساد وبدء اجراءات محاكمته بعد أن أوصي المحققون بذلك.
قرار نتنياهو يعني تأجيل أي قرارات قضائية لما بعد الانتخابات علي الأقل. علي أمل أن تعطيه الانتخابات دعماً أكبر، وتعطي للتحالف الذي يحكم برئاسته المزيد من مقاعد »الكنيست» وبالتالي المزيد من القوة السياسية التي تمكنه من المراوغة ومحاولة الإفلات من مصير رئيس الوزراء الاسبق »أولمرت» الذي دخل السجن باتهامات مماثلة بالفساد.
لكن الأهم أن الاستقالة والانتخابات المبكرة ربما تحرم الرئيس الامريكي »ترامب» من فرصة المناورة بما يسميه »صفقة القرن» التي أعلن عن قرب طرحها.. ربما في محاولة للهروب الي الأمام من الوضع المرتبك الذي يواجهه في الداخل الأمريكي، ومع تزايد احتمالات أن تقترب التحقيقات بشأن التدخل الروسي في انتخابات الرئاسة منه شخصياً.
نتنياهو يريد وقتاً لاستيعاب المكاسب الهائلة التي حصل عليها من ترامب حتي الآن. يريد استغلال الوضع الضعيف لترامب في الفترة القادمة للمضي في تهويد القدس ودفع دول أخري للاعتراف بها عاصمة لاسرائيل.. ويريد استكمال المخطط الامريكي الذي يستهدف منظمة »الاونرا» وقضية اللاجئين.. ويريد المضي في حصار السلطة الفلسطينية وفي دعم الانقسام والتآمر الذي يستهدف أن تكون »إمارة غزة الاسلامية» هي البديل عن الدولة الفلسطينية.. بكل ما يمثله ذلك من مخاطر تتجاوز كل التقديرات!!
»الصفقة المشئومة» يجري تنفيذها بالفعل منذ قرار »ترامب» حول القدس.
ونتنياهو يريد أن تكون مفاتيح اللعبة عنده، وأن يكون قرار الخطوات التالية وتوقيتاتها بما يناسبه، وأن تكون مصلحة إسرائيل وحدها هي المتحكمة في الموقف. لهذا يخلط الأوراق ويذهب لانتخابات مبكرة يعرف نتيجتها، لكنه ينتظر حتي يعرف نتائج الصراعات الدائرة في واشنطن!!
نقلا عن الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع