بقلم - جلال عارف
إذا كان الإرهاب المنحط يستهدف النشاط السياحي من أجل الإضرار بالاقتصاد الوطني، وحرمان ملايين المصريين من لقمة العيش الحلال بالعمل في كل المجالات المرتبطة بالسياحة.. فإن الرد »بجانب التعامل الأمني الحاسم» ينبغي أن يكون بمضاعفة الجهد لاستعادة السياحة المصرية كامل عافيتها، ولمضاعفة أعداد السياح الزائرين لمصر، ولإزالة كل العقبات التي تمنع احتلال مصر لموقع الصدارة في السياحة العالمية.. والتي تستحقها بكل جدارة إذا احسنت استثمار ما لديها من امكانيات.
هناك بالتأكيد جهود بذلت في الفترة الماضية أثمرت فتح أسواق جديدة للسياحة المصرية وبدء الخروج من حالة الركود التي استمرت سنوات.
ولاشك أن هذه الجهود سوف تستمر وتتضاعف، لكن المطلوب أكثر من ذلك بكثير. المطلوب- بالإضافة لدعم المنشآت السياحية وزيادة ميزانيات التطوير- هو أن نشبع ثقافة السياحة في كل مكان، وأن نستعيد مناخ ما قبل الابتلاء بهلاوس الإخوان والإرهابيين المتطرفة.. حين كان الانفتاح علي العالم مكونا أساسيا في ثقافتنا، وحين كان الاعتدال هو منهجنا في الحياة.
ولعلنا نستطيع أن نجعل من العام الجديد بداية لجهد متكامل لنشر ثقافة السياحة. بدءا من دروس لأطفالنا في المدارس، وامتدادا إلي ارشادات في وسائل الإعلام وانضباط كامل في كل المؤسسات التي تتعامل مع صناعة السياحة. ليكون ما لدينا هو الأفضل، ليس فقط في الآثار والشواطئ، وإنما أيضا في التعامل الجميل من الجميع.. من سائق التاكسي إلي عامل الفندق، إلي المواطن العادي الذي تصله الرسالة بأهمية السياحة كمصدر دخل أساسي للدولة، وبأهمية المواطن نفسه هو العنوان الأهم لكل جميل يجذب السائح لموطن الحضارات.
في العام الجديد ستشتد المنافسة في مجال السياحة في ظل ظروف اقتصادية صعبة تمر بها أغلب دول العالم. لكننا نملك كل الإمكانيات لكي نواصل التقدم نحو صدارة المقاصد السياحية. فلنستكمل ذلك بنشر ثقافة السياحة في المجتمع كله.
مصر جميلة بما وهبها الله، وبما يمنحها شعبها. كل عام وأنتم بخير. ومصر أجمل وأجمل.
نقلا عن الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع