بقلم - جلال عارف
ربما جاءت استضافة مصر لبطولة الأمم الأفريقية هذا العام في موعدها المناسب بالنسبة لنا.
تجيء البطولة في ظل رئاسة مصر للاتحاد الافريقي، ومع روح جديدة تنطلق في القارة السمراء من أجل تمتين العلاقات الداخلية ومضاعفة التجارة بين دول الاتحاد، وخلق الظروف المساعدة لمضاعفة الاستثمارات لتعويض سنوات طويلة من النهب لثروات افريقيا لغير مصلحة شعوبها.
وتجيء البطولة في ظل إدراك الشعوب الافريقية لضرورة التعاون في كل المجالات. وإيمانها بضرورة الانفتاح علي كل الثقافات الافريقية، واستعادة الآمال في توطيد العمل المشترك التي انتعشت في السنوات الأولي للاستقلال، ثم داهمتها المؤامرات والحروب الداخلية وصراع القوي الخارجية لاستمرار نهب ثروات القارة.
تجيء البطولة الافريقية الجديدة في مناخ مختلف والأرقام تقول إن أعلي معدلات التنمية ستكون في افريقيا. والحقائق تؤكد أن دور مصر لابد أن يكون رئيسيا في كل مجالات التعاون مع الأشقاء الأفارقة بما فيها الرياضة. وكرة القدم علي الخصوص حيث تتقدم دول افريقيا لتأخذ مكانتها التي تستحقها في اللعبة الشعبية الأولي.
علي الجانب الآخر.. تأتي البطولة لتمثل دفعة للسياحة المصرية وهي تعود لمكانتها في مقدمة المقاصد السياحية في العالم. جيد أن يبدأ العمل علي الفور وأن تصدر التعليمات لرفع كفاءة المدن المستضيفة لكأس الأمم الافريقية لتكون في أبهي صورها أمام العالم الذي سيتابع أحداث البطولة.
والأهم أن يكتمل ذلك بأن يمتد الاهتمام إلي المقاصد السياحية وأن يبدأ العمل بسرعة لتحويل الأمر من إطار العمل الرسمي فقط، ليكون مهرجانا شعبيا يحرص الجميع علي إنجاحه. وألا نتأخر في اعتماد كل ما يلزم من تمويل أو تجهيزات أو تدريب سريع وجاد لشبابنا من العاملين أو المتطوعين، لتكون هذه البطولة هي الأفضل في تاريخ بطولات افريقيا.
وليكون ما نفعله من أجل ذلك هو النموذج الذي نحتذيه لإعداد مصر لأكبر نهضة سياحية علينا أن نترقبها وأن نستعد لها.
مصر الجميلة ستزاد جمالا حين تستكمل استعداداتها لتظهر في أبهي صورة وهي تحتضن افريقيا، وتدعو العالم لأرض المحبة والسلام.
نقلا عن الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع