بقلم - جلال عارف
تناقضات الرئيس ترامب لا تتوقف. بعد أن قال إنه ينسحب من سوريا بعد القضاء علي »داعش» وهزيمتها. عاد ليقول: فليحارب الآخرون ويستكملوا المهمة!
وبعد أن واجهته الاتهامات بأنه يستسلم أمام روسيا.. وجد »المنفذ» في أن تركيا هي من سيقاتل الدواعش (!!) ولهذا يبرم معها صفقة الصواريخ بقيمة 3٫5 مليار دولار!
وسائل الإعلام الأمريكية والتركية نشرت »التسريبات» عن الاتصال الأخير بين ترامب وأردوغان قبل بضعة أيام من قرار الانسحاب الأمريكي. حيث أنهي ترامب الأمر بقوله للرئيس التركي: هي »يقصد سوريا» لك.. أنا سأغادر!
كم هو كارثي أن يتصرف ترامب وغيره من رؤساء الدول التي تقاتلت علي أرض سوريا ودمرتها علي هذا النحو الذي تتحول فيه سوريا الشقيقة من »دولة» إلي »ضيعة»!
وكم هو كارثي أن يتم الترويج لأكذوبة أن أردوغان سيقاتل الدواعش، وهو الذي فتح حدود تركيا للآلاف من الإرهابيين من كل أنحاء العالم ليذهبوا تحت رعايته إلي سوريا ويساهموا في تدميرها.
التقديرات الدولية تقول إن عدد الدواعش الباقين في العراق هو 17 ألفا، وأن عددهم في سوريا يناهز ذلك. هل ستكون مهمة أردوغان هي الحفاظ علي ورقة »الدواعش» لأن دورها لم ينته؟! وهل ستجمعه المصلحة مع الدواعش في شمال سوريا.. يساعدونه في ضرب الأكراد، ويؤمن لهم الملاذ الآمن؟!
ثم ماذا بعد ذلك؟!.. هل سيواصل ما كان يقوم به في الفترة الأخيرة بأن يفتح حدوده لنقل الإرهابيين من الدواعش وغيرهم إلي مناطق تمركز جديدة مستغلاً تحالفه مع الإخوان من ناحية وأموال قطر من ناحية أخري؟!
قبل أيام تم ضبط سفينة أسلحة تركية وهي في طريقها ـ عبر المتوسط ـ إلي ميلشيات الإخوان في ليبيا، والأخطر من السلاح هو شحنات الإرهابيين من الدواعش وغيرهم. في نفس الوقت لا تتوقف الجهود الأردوغانية لإيجاد موطئ قدم في السودان الشقيق وعلي البحر المتوسط!
ووسط هذا كله يبشر الرئيس الأمريكي العالم أن تركيا أردوغان هي التي ستقضي علي الدواعش. انتظروا الحلقة القادمة و»ترامب» يصرخ: من قال إننا ذهبنا للقضاء علي داعش. لقد ذهبنا للقضاء علي سوريا. ألا تفهمون؟!.
نقلا عن الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع